تونس - الصّباح: في احدى حصص «منوعته» الحوارية «هذا أنا» التي يعدها ويقدمها علاء الشابي على قناة «حنبعل» والتي استضاف من خلالها الفنان المسرحي الفاضل الجعايبي فاجأ هذا الأخير المنشط علاء الشابي بسؤال فيه من العفوية بقدر ما فيه من «الخبث» قال له: هل تفرجت على أعمالي المسرحية؟... ارتبك المنشط علاء الشابي ثم أجاب... نعم، تفرجت على مسرحية «فاميليا» وكذلك على مسرحية «عشاق المقهى المهجور» علما، بأن هاتين المسرحيتين هما من أقدم أعمال الفاضل الجعايبي المسرحية وقد قدم بعدهما عديد الأعمال المسرحية الأخرى أحدثها مسرحية «خمسون» الشهيرة التي كانت هي بالذات محور وموضوع الاستضافة في برنامج «هذا أنا» ليلتها والتي لم يقل المنشط - ويا للعجب - أنه شاهدها!!! بدورها تعرضت المذيعة انصاف اليحياوي مؤخرا إلى شبه احراج عفوي وذلك عندما عقب الممثل المسرحي جمال المداني على جملة ظلت تكررها أكثر من مرة مفادها أن مسرحية «جاي من غادي» هي مسرحية جديدة... جمال المداني بطل هذه المسرحية قال لها بالحرف الواحد: هذه المسرحية لم تعد جديدة ان عمرها الآن تجاوز الستة أشهر!!! - كان ذلك خلال احدى حصص برنامج «نسمة صباح» على الفضائية «تونس 7» -. هذان مثلان قد يكونان يكشفان عن جوانب من أوجه القصور والنقص في بعض المنوعات وبرامج الحوارت الثقافية والفنية على قنواتنا التلفزيونية وهو قصور ونقص يمس أساسا جانبا جوهريا فيها ونعني به جانب المضمون الذي يجب أن يكون ثريا وسلسا ومحينا (بفتح الياء)... وهو أمر لا يمكن أن يتوفر - إطلاقا - إذا لم يكن القائم على تنشيط الحصة وعلى ادارة الحوار ملما ومواكبا ومطلعا على المشهد الثقافي في تفاصيله وعلى «مجريات» الساحة الثقافية وعلى مجمل مقترحات مبدعيها في مختلف مجالات الإبداع... والواقع، أن ضرورة أن يكون المنشط أو المنشطة ملما ومطلعا ومواكبا ومن مرتادي دور العرض الفنية والمسرحية وحتى منابر الحوار والمحاضرات الفكرية هي مسألة حيوية لأنه بدونها لا يمكن له - بداهة - لا أن يحاور المبدعين ولا أن يقول «رأيه» في ابداعاتهم أو في مواقفهم الثقافية وأفكارهم. غير أن ما نراه غالبا هو عكس هذا... ففي بعض المنوعات وبرامج الحوارات الثقافية والفنية على قنواتنا التلفزيونية تبدو بوادر الاستسهال وعدم الإلمام واضحة وجلية خاصة على مستوى طبيعة الأسئلة التي يطرحها المنشط على الضيف (المبدع أو الفنان) وهي أسئلة وأحيانا تعليقات مصادرها الأساسية مقالات نقدية لزملاء صحفيين صادرة بإمضاء أصحابها «يستغلها» المنشط لتكوين رأي أو لصياغة سؤال أو تعليق دون أن يكلف نفسه أحيانا الإشارة إلى مصدرها!!! استثناءات طبعا، هناك منشطون واعلاميون تلفزيونيون قدامى ومخضرمين وشبان اشتهروا بحرصهم الشديد على مواكبة العروض والأنشطة الثقافية بمختلف أنواعها وهو ذات الحرص الذي أهلهم لأن يكونوا متميزين في إدارة الحصص الحوارية الثقافية والمنوعات التلفزيونية ويأتي على رأس هؤلاء الإعلامي وليد التليلي الذي يبدو أنه يتوفر على مهارة خاصة قوامها الحرفية والمواكبة والإلمام التام بتفاصيل المشهد الثقافي والابداعي في مختلف تجلياته. كذلك، تبدو المنشطة أسماء الطيب منشطة منوعة «موزيكا وفرجة» على الفضائية «تونس 7» وأيضا زميلتها آمال الشاهد حريصتين غالبا على عدم الوقوع في الاستسهال وعدم الالمام فيما تقدمان من مادة حوارية ومنوعاتية على الفضائية «تونس 7»..