تزامنا مع تصاعد الحملة الانتخابية للمجلس التأسيسي ظهرت للمرة الثانية دعوة صريحة لمقاطعة الانتخابات تقف وراءها أطراف لا تزال مجهولة. قامت هذه الأطراف بتوزيع مناشير كتب عليها بالحرف الواحد: «الشعب يريد ويقرّر اسقاط النظام العميل... وفاء لدماء الشهداء، قاطعوا الانتخابات المهزلة والصورة أبلغ من التعبير والكلام». وتأتي هذه الدعوة في ظل خوف المواطن من التطورات السياسية القادمة وتزايد حدّة القطيعة بين الطبقة السياسية والمواطن. كما أن هذه الدعوة الصريحة للامتناع عن التصويت يوم 23 أكتوبر الجاري في انتخابات المجلس التأسيسي تتزامن مع دعوة مماثلة لمقاطعة الانتخابات صادرة عن مجموعة المناضلين الوطنيين الديمقراطيين ورابطة اليسار العمالي وقوى تونس الحرة واليسار المستقل والنقابيين المستقلين وحركة شباب الكرامة وجمعية المسار الوطني ومجموعة من القوميين التقدميين. وتحت عنوان «ملتقى مقاطعة انتخابات 23 أكتوبر» ورد في بيان أصدره هؤلاء جملة من الملاحظات انتهت بهم الى القول بصريح العبارة: «إدراكا منا أن عملية انتخابية تتم في مثل هذه الظروف والشروط لا يمكن لها إلاّ أن تمكن السلطة من اغتصاب شرعية صندوق مزيفة، فإننا ندعو جماهير شعبنا الى مقاطعة مؤامرة انتخابات 23 أكتوبر واستكمال العمل الثوري، والمضي نحو إنجاز كل مهامه، وعلى رأسها اسقاط النظام القائم وفرض البدائل المعبرة عن الارادة الشعبية. ويؤكد أصحاب البيان أن ملتقاهم حول المقاطعة يعد مراكمة تضاف الى كل عمل سبق أو سيأتي باتجاه تفعيل مقاطعة مؤامرة الانتخابات وتوحيد إرادة الجماهير والقوى الثورية في مواجهة قوى الالتفاف والثورة المضادة.