تنزل درجات الحرارة في فصل الشتاء بتالة الى الصفر أو ما تحته وهو ما يجعل فصول الدراسة شبيهة بمخازن التبريد وتصعب بالتالي مواصلة التدريس في المعاهد والمدارس. لم يقتصر التهميش بتالة على الجانب الاقتصادي والتنموي بل تعداه حتى الى الجانب التربوي فالمعاهد الثانوية والمدارس التي بني البعض منها فوق بعض الروابي خارج المدينة تفتقر الى ابسط وسائل التدفئة في فصل الشتاء أين تعرف تالة بشدة البرودة خاصة فوق هذه الروابي التي بنيت عليها هذه المؤسسات التربوية. كما أن وسائل النقل غير منتظمة سواء الى داخل مدينة تالة أو الأرياف التي يأتي منها التلاميذ - كزلفان والشار وسيدي سهيل وحيدرة مما يجعل التلاميذ بعد حصة الدراسة يجلسون أمام هذه المؤسسات التربوية عرضة للأمطار والبرد في فصل الشتاء والى شدة الحر في الأيام الحارة. فالبعض منهم يأتي من السادسة صباحا ويعود الى البيت مع السادسة مساء. وقد اثر هذا على مردودهم الدراسي. فالبعض منهم يدخل قاعد التدريس مبللا مع الصقيع الذي يحمله بيديه ورجليه مما يجعل حصة الدراسة عندهم معاناة بأتم ما في الكلمة من معني يختلط فيها ما يحملونه من صقيع مع برودة القاعة مما يؤثر سلبا على تركيزهم أثناء الدرس ولا يستقيم بها الحال مع المحيط التربوي لتلقي المعلومة . أما قرابة الألف تلميذ الذين يتمتعون بالمبيتات الثلاثة الموجودة بهذه المعاهد فلهم مشاكل أخرى مثل انعدام الادواش لغسل أجسادهم اضافة الى شدة برودة المبيت. أما ا آخر الأسبوع الذي يتنقلون فيه الى بيوتهم بالأرياف فلا وجود لحمامات مما يجعل البعض منهم يضطر الى الغسل في اناء منزلي أو ما يعبر عنه القصعة. ويتعذر هذا في الأيام الباردة أين تنزل الثلوج بهذه الجهة وقد انجر عن هذا تدني في مستوى النتائج وأحيانا الانقطاع المبكر عن الدراسة كما أن وجود التلاميذ كامل اليوم بالشارع وتحت حيطان المعاهد عرضهم الى تعلم التدخين ولعب الورق لقضاء الوقت. وكان من المفروض على وزارة التربية توفير قاعات للمراجعة ونواد ترفيهية داخل هذه المؤسسات التربوية حتى تمكن هؤلاء التلاميذ من الاحاطة البيداغوجية السليمة لان هذه النوادي تؤدي دورا بارزا في تشكيل شخصيات التلاميذ المنتسبين لها، وتصقل مواهبهم ومهاراتهم من خلال العديد من البرامج المعدة والمدروسة بشكل صحيح، والهادفة الى رعاية التلاميذ علميا وثقافيا وسلوكيا، وتنمية بناء الشخصية المتوازنة للمشاركين فيها.