رغم الازدحام الذي شهدته مختلف مراكز الاقتراع بولاية المنستير خلال الفترة الصباحية من يوم أمس الأول فان توافد الناخبين على المدارس الابتدائية لم يخف وتواصل حتى اللحظات الأخيرة من عمليات التصويت. وخلال جولة قمنا بها في بعض المدن على غرار صيادة والمكنين وقصر هلال و جمال وغيرها وقفنا على حقيقة ثابتة وهي أن التونسي متعطش فعلا لممارسة حقه الانتخابي في عهد الحرية والديمقراطية وان إقباله على عملية التصويت بكثافة يترجم انعتاقه من فترة الحزب الواحد والورقة الحمراء... فجحافل الناخبين امتزج فيها الرجال بالنساء وحتى الأطفال كان لهم حضور وكأنهم يريدون المشاركة في هذه المناسبة التاريخية الهامة وبدا المشهد في الشارع مشهدا بديعا التقى فيه الجيران والأحباب والأصحاب والكل يتحدث عن نجاح التجربة الانتخابية التعددية رغم تسجيل بعض التجاوزات البسيطة التي لم تؤثر على النتائج النهائية خاصة وان الأهم قد حصل فيما يتعلق بانضباط رؤساء المكاتب ومساعديهم في ظل تواجد الملاحظين والمراقبين الذين كانوا يسجلون كل الملاحظات قصد تبليغها إلى الهيئات الفرعية للانتخابات ووفق بعض المصادر الأمنية فان الأمور سارت على النحو المطلوب بمختلف مراكز الولاية مما أعطي وجها آخر للانتخابات التي لا يمكن لأحد أن يطعن في نزاهتها وشفافيتها ومن جهة أخرى أفادنا السيد حامد الاميم رئيس الهيئة الفرعية للانتخابات بدائرة المنستير أن عمليات الفرز ببعض المراكز انطلقت بعد الساعة الثامنة ليلا باعتبار حرص المسؤولين على تمتيع الناخبين الذين تواجدوا داخل المراكز من ممارسة حقهم الانتخابي وعدم حرمانهم من المشاركة في الحدث التاريخي الهام وتواصلت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي. مراقبة شهد مقر الهيئة الفرعية للانتخابات بدائرة المنستير صباح أمس نشاطا مكثفا حيث حرصت اللجان المختصة بعد تجميع صناديق الاقتراع على إجراء عملية المراقبة قبل إحالة النتائج النهائية إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وقد علمنا أن هذه المراقبة تمت بطريقتين الأولى اعتمد فيها الحاسوب والثانية كانت يدوية وذلك للتأكد من صحة النتائج والقطع مع الأخطاء وعدم هضم حقوق المترشحين وقد يكون تم الإعلان عن النتائج الجهوية في ساعة متأخرة من مساء أمس. انقطاع التيار الكهربائي لما كانت عملية الاقتراع تسير بصورة طبيعية مساء يوم الأحد في المركز الموجود بمعهد الحبيب بورقيبة بالمنستير انقطع التيار الكهربائي فجأة في حدود الساعة السادسة وعشرين دقيقة مما أربك سير العملية الانتخابية لكن تدخل أعوان الجيش والأمن الوطنيين مكن من حماية كافة مكاتب الاقتراع إلى حين عودة الأمور إلى نصابها في ظرف لم يتجاوز ربع ساعة واستؤنفت عملية التصويت بعدها في ظروف طيبة لتسجل الحالة على أنها طبيعية ولا تقف وراءها أي أطراف حزبية. احتجاج أمام مقر الهيئة رغم معالجة الخطأ الذي ورد على شعار قائمة الوحدة الوطنية في ظرف قياسي وقعت الهيئة الفرعية للانتخابات في خطإ ثان تعلق بتغيير شعار قائمة العدالة والمصالحة وقد تحول أعضاء هذه القائمة والبعض من أنصارهم إلى مقر الهيئة بمدينة المنستير أين سجلوا وقفة احتجاجية رفعوا خلالها بعض الشعارات معتبرين أن ما حصل اثر على نتائج قائمتهم وأنهم سيرفعون الأمر إلى المحكمة لاستعادة حقهم. النهضة في الطليعة رغم أن النتائج النهائية لم تصدر إلا في ساعة متأخرة من مساء أمس فان الأخبار التي وردت علينا من عدد كبير من مراكز الاقتراع في الولاية أكدت حصول حركة النهضة على أعلى نسبة من التصويت يليها حزب المبادرة مع الإشارة وان بعض القائمات تحصلت على نسب هامة في بعض المراكز فقط وان بعضها الأخر لم يحصل على أي صوت كما أن نتائج الاتحاد الوطني الحر كانت مخيبة للآمال في عديد المدن مثلها مثل نتائج قائمة الوحدة الوطنية التي يبدو أن أنصارها وضعوا كل ثقلهم في الميزان من اجل مساندة حزب المبادرة.