أكد أقرب المقربين من العقيد الليبي معمر القذافي أن الأخير كان يفضل الموت على المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية فيما أوردت مصادر مطلعة أن الأطلسي طمأن القذافي على حياته قبل أن يغدر به. قال منصور ضو القائد السابق لجهاز الأمن الداخلي المسجون في مصراتة إن القذافي قضى الأسابيع الأخيرة من حياته في مدينة سرت مسكونا بشعوري الإحباط والقلق،. قرار البقاء في ليبيا ونقلت مصادر إعلامية مطلعة عن ضو إشارته إلى أن مذكرة الإيقاف التي صدرت ضد القذافي ونجله سيف الإسلام جعلتهما يقرران البقاء في ليبيا. وأضاف ذات المتحدث أن القذافي كان يفضل الموت في ليبيا على المثول أمام محكمة دولية مدعيها العام هو لويس مورينو أوكامبو. وأشار إلى أن العقيد كان يعلم أن الأمر انتهى منذ أن طردت الكتائب من مصراتة ومنذ ان بسط الثوار سيطرتهم على هذه المدينة الواقعة غرب ليبيا. وأورد أنه منذ تلك اللحظة أي في 25 أفريل الماضي بات أكثر عصبية مشيرا إلى أن سيف الاسلام والمعتصم كان يدفعان بقوة نحو البقاء في ليبيا بينما مارس عبد الله السنوسي ضغوطا عليهم الثلاثة ليرحلوا...ولكن دون جدوى. وأردف أنه عاش تحت ضغط انفضاض الاصدقاء عنه وتخليهم عنه الواحد تلو الآخر...من سيلفيو برلسكوني إلى نيكولا ساركوزي إلى رجب طيب أردوغان إلى طوني بلير. وتابع : أن القذافي أقام في الليالي الأولى في فندق بسرت لكن ومع وصول قوات الانتقالي إلى ضواحي المدينة اضطر إلى تغيير مقر إقامته بشكل شبه يومي لأسباب أمنية وبدأت المؤن تتراجع والقذائف تتساقط والمعارك تتكثف وقطع التيار الكهربائي ومياه الشرب وأصبحت المواد الغذائية نادرة جدا. هنا يضيف ذات المتحدث، باتت المعركة في يد المعتصم بالله الذي جمع حوله لفيفا من المقاتلين المحترفين وعددا آخر من المتطوعين غير المدربين فيما كان القذافي معتكفا بين الكتب يقرأ ويسجل الملاحظات ويخلد إلى القيلولة. الخطأ الفادح بعدها، قرر القذافي الانتقال إلى وادي الجرف «الواقع قرب سرت معتبرا أي ضو أن هذا القرار كان خطأ فادحا. فما إن تحركت القافلة بعد الفجر حتى تمكن الحلف الأطلسي من رصدها والإغارة عليها ثم جاء مقاتلو الانتقالي مكملين ذات المهمة حيث قبضوا عليه وعذبوه على مدى ساعتين قبل اغتياله. الغدر...الطبيعي وفي امتداد منطقي لهذه الرواية أوردت صحيفة «إندبندنت» البريطانية في عددها الصادر أمس أن الأشخاص الذين حاولوا تهريب القذافي من سرت كانوا يعتقدون أنهم مدعومون من الحلف الأطلسي وأضافت أنهم تعرضوا إلى كمين حين أغارت عليهم المقاتلات الفرنسية والأمريكية مما أدى إلى إصابة العقيد ومصرع عدد من المرتزقة الجنوب إفريقيين معه. ونقلت عن أحد المرتزقة الذين كانوا يؤمنون الحماية للقذافي قوله إن ثلاث مجموعات مسلحة دخلت إلى ليبيا عبر دبي والقاهرة من أجل تهريب العقيد وذلك بموجب صفقة مع الأطلسي. وأردف أن الخطة نصت على نقل القذافي إلى النيجر وكنا نتصور أن الأطلسي يعمل وفق هذا الهدف إلا أنه غدر بنا بمجرد رصده القافلة وهاجمنا واقترف مجزرة مروعة.