قال المهندس المتقاعد بشير سليمان الخبير في المياه انه من غير المعقول ان تغرق مدننا كلما استقبلت كميات من الأمطار تقارب 10 ملم. وأوضح المهندس بشير سليمان ان 100 ملم من الأمطار تعني ألف م3 من المياه في كل هكتار من الأرض لكنها قد تكون خطيرة إذا توزعت على الأراضي المبنية باعتبار ان هذه الكمية من المياه تعادل 5 آلاف برميل سعة 200 لتر للبرميل الواحد وهو ما يجعل كميات المياه والسيلان تتحوّل الى قوّة لا يمكن اعتراضها. ويتطلب شفط هذه الكميات من المياه على الاقل ساعتين لكن بآلات أحسن من التي نراها اليوم وهي من نوع برنار والتي يمكن ان نصفها باللعبة (godget). ودعا المهندس المتقاعد البلديات الى توفير معدات ومحرّكات خاصة بقوة شفط لا تقل عن 20 لترا في الثانية تكون محمولة فوق جرارات وجاهزة للاستعمال في كل وقت. كما دعا المهندس البلديات الى وضع خريطة أو مثال لتحرّك مياه الأمطار اعتمادا على خريطة تضاريس الارض وهو ما يوفّر لها معلومات مدققة حول مستقبل كل منطقة عمرانية وتجعلها لا تمنح رخص البناء الا بعد دراسة المنطقة وبعدها عن أخطار مجاري او سيلان مياه الأمطار. وأشار محدثنا الى أنه في كل كلم2 من بلادنا وأساسا في الشمال والوسط يوجد 500 متر من الأودية (في كل 100 هكتار هناك 500م من الأودية أو مجاريها). التربة في السدود وأكد المهندس بشير سليمان من جهة أخرى ان السدود في تونس تستقبل سنويا 3 مليارات م3 من مياه الأمطار وترسب بها 500 مليون م3 من التراب تحملها مياه السيلان من الأراضي الفلاحية التي تمرّ بها نتيجة إصرار الفلاحين على اعتماد المحراث الاسطواني (المعروف بوقصعة) الذي يؤدي استعماله الى تفتيت التراب وسهولة جرفها وهو ما يفقد خصوبة 15 ألف هكتار من الاراضي الفلاحية سنويا ولمدة مائة عام كاملة. وقال المهندس إن هذه الكميات من التربة المترسبة في سدودنا يمكن أن تتحوّل الى مشاريع مربحة ومشغلة إذا ما تم استخراجها وتجفيفها ورحيها لتحويلها الى أسمدة بيولوجية. أضرار في البحر وأكد المهندس المتقاعد بشير سليمان أن كميات كبرى من الأتربة تجرفها مياه الأمطار الى الأعماق على بعد 10 كلم من الشاطئ فتحوّل لون المياه الى صفراء وهو ما يضرّ بالثروة السمكية وبالنباتات الموجودة في أعماق البحر التي تتغذى منها الأسماك.