في الوقت الذي تحمس فيه جمع من شباب احياء مدينة أم العرائس «المحروقة» لحماية الأحياء ليلا والحد من التحدي والتجاوز السلبي والنهب.. فقد كان فقدان الأمن وعدم تدخل الجيش اللازم لحماية المدينة وضواحيها الاثر السلبي لدعم هذه اللجان الفنية المتطوعة. لذلك تواصلت مساء يوم السبت أعمال العنف والهجومات المتكررة على الأحياء والمحلات التجارية للنهب والسرقة.. والاعتداء على المواطنين، الشيء الذي جعل السكان والأهالي يعيشون فترات صعبة من الرعب والهلع والخوف.. وحتى استنجاداتهم الهاتفية لا ردود عليها. ويذكر أنه اضافة الى ما تعرضنا اليه سابقا من حرائق وتدمير ودك لمكاتب اقليم المنجم و بعض المنشآت الأخرى فقد تم ايضا احراق نادي الأطفال.. وجزء من المكتبة العمومية للأطفال. ايجابيات الأهالي وقدماء الشركة في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من الأذى والحرق والنهب.. وقطع الطرقات بالعجلات المطاطية المشتعلة.. فقد كان لجملة هائلة من الاهالي وعمال ومتقاعدي شركة الفسفاط الى الوقوف بشدة ضد الفوضى والقيام بكل شجاعة بمحاولات سوف تساهم في اشاعة الهدوء والسكينة، ومن ذلك: تكوين لجان حراسة بالاحياء يقوم بها بالتناوب شباب كل حي لمقاومة النهب والسرقة. تكوين لجان خاصة لحماية ما تبقى من المؤسسات الادارية والتربوية وخاصة المعهد الثانوي والقباضة والبريد.
«الشروق» تجولت صبيحة يوم 27 نوفمبر للاستماع الى المواطنين.. وتدخلاتهم. عم سعيد (متقاعد من الشركة) : ما وقع مرتبط أساسا بفقدان الوعي الوطني.. والا كيف يعمد من يدعي طلب الشغل وهو يهدم ويحرق لمزيد تعطيل الشركة وجعلها تعجز عن الاستجابة لطلباتهم. شخصيا جئت لأتطوع مع أبناء مدينتي للحراسة والمحافظة على ما تبقى.
جيلاني المبروكي : 71 سنة (متقاعد من الشركة) : لم نعش جميعا مثل هذه الفوضى والتخريب لابد من البحث عن المتسبب في ذلك ومن هو وراء هؤلاء الأطفال والفتية الأبرياء.
احمد السعدي : 35 سنة (عامل بشركة) : ما وقع لا يصق.. انه صادر عن أبناء البلاد.. حرق وتخريب وتكسير واحراق.. أضيف اليه أخيرا النهب والسرقة يجعلنا نتساءل أين الأمن.. ولماذا الجيش يشاهد ولا يتدخل. الاكيد والثابت ان ما وقع من اتلاف وتخريب وحرق سوف يؤخر في مسيرة الشركة ويعطل أمورها ويشل من قدراتها لاحقا.
جميلة السعيدي (عاطلة) : الشركة هي أمّنا رضعنا منها ونحن صغار ونأكل منها ونحن كبار. وتعيش عائلاتنا على خيراتها، كان من المفروض حمايتها بكل شدة.. والحرص على مكتسباتها.. حاليا أعرف ان «الفسفاط» له باع في العالم لكن شركتنا سوف لا تستفيد من ذلك.. حيث ستطول مدة الترقيع والاصلاح واسترجاع الانفاس.
أصيل المبروكي : عاطل عن العمل: أنا عاطلة عن العمل.. ولم يسعف الحظ للانتداب.. وصحيح ان المظلمة موجودة.. المحسوبية ظاهرة لكن العنف والتخريب ليس من شيم الوطني الصادق هناك طرائق أخرى.. وأساليب أخرى تضمن الحق وتوفر الأمان والأمن.
محمد علي جدلاوي : طالب 24 سنة جئت لأشارك شباب «الحومة» الحراسة الليلية ومحاولة تجنب المزيد من العنف.
الثابت والمتأكد ان إدارة الشركة غير عادلة في سلوكها مع كامل المنطقة المنجمية وحتى الجهة.. والكل من خارج ومحيط الجهة مستفيد بطرق وصولية وملتوية. ولكن العنف والتخريب والنهب.. والحرق والاعتداء على الأهالي لا دخل له في مظالم ادارة الشركة والسلط الفوقية.
كان يمكن ايجاد طرائق أخرى كالحوار والاعتصام والاضراب القانوني.. وابراز الحق وفضح الباطل.. أخيرا وليس آخر (ولنا عودة) المدينة على صفيح من نار... الهدوء لم يتواجد.. الخطر أصبح مهددا لسلامة البلاد والعباد.. وخاصة الاطفال والشبان الأبرياء الذين أدمجوا في مثل هذا العمل المشين.
ونختم برأي العامل علي بوصلاحي الذي يؤكد ان فقدان الأمن.. وسكوت الجيش.. وغياب هياكل النقابة والمجتمعين المدني والسياسي.. يجعل كل هؤلاء أصحاب ضلع كبير في هذه الفتنة الحارقة