في إطار حرصها على متابعة التطورات الاجتماعية ومتابعة مشاغل المواطنين وإيجاد حلول واقعية وعادلة للاعتصامات التي شهدتها ولاية صفاقس مؤخرا، حرصت قيادة حزب التحالف الوطني للسلم والنماء على إجراء لقاء مع السيد والي صفاقس الذي رحب بمساندة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في المفاوضات المضنية التي تجريها السلط المحلية مع المطالبين بحقوقهم المشروعة في التشغيل وإرساء العدالة الإجتماعية بين الجهات والفئات. وقد تم التركيز في اللقاء على اعتصام معتمدية الصخيرة، والذي علق لمدة 15 يوما قصد إعادة النظر في الإنتدابات التي تمت مؤخرا بالمؤسسات الصناعية بالجهة، واعتصام مصنع ال«سياب» بمعتمدية طينة الذي ما يزال قائما من طرف عمال الشركة البيئية التابعة لل«سياب» والذين يطالبون بإدماجهم في الشركة الأم.
مع العلم أن الإنتاج في مصنع ال«سياب» متوقف منذ مدة بسبب الإعتصامات في الحوض المنجمي، ولكن المهندسين والفنيين يحتاجون لعمل الصيانة الدورية لضمان سلامة خطوط الإنتاج والسلامة البيئية حول المصنع، وهم ممنوعون الآن من الدخول إلى المصنع والقيام بواجبهم. وقد تم التطرق مع السيد والي صفاقس إلى استقراء آفاق الوضع الاجتماعي في الجهة وخاصة المطالب المبالغ فيها أحيانا والتي لا تمت بصلة إلى الوضع الراهن الذي تمر به البلاد هذه الأيام .
ومن شأن هذا أن يضع علامات استفهام كبيرة حول توقيت ونوعية هذه المطالب والتي تعدت محاولات تشغيل العاطلين إلى مطالب في زيادة الأجور وتحسين الأوضاع المعيشية ، في ظل غياب حكومة شرعية ومسؤولين مستعدين لاتخاذ قرارات جريئة وسريعة، وفي ظل فقدان كامل للعقلانية والواقعية عند المعتصمين الذين ربما يكونون قد وقعوا فريسية تجاذبات إيديولوجية تعصف ببلادنا في هذه الأيام وترعاها أياد خفية تبحث عن مكاسب سياسية وتخدم أجندات حزبية ضيقة .