اذا كان دورها في مسلسل «صيد الريم» هو المنعرج في مسيرتها نحو الشهرة والنجومية، فإن دور الممثلة منال عبد القوي، في مسرحيتها الجديدة من نوع المونودراما «تواما» سيمثل، دعما لهذه النجومية. هي مواصلة لمشوار ابداعي، بدأت منال عبد القوي تشقه بخطوات ثابتة في اتجاه النجاح ونحت مسيرة فنية ابداعية متميزة. منال عبد القوي «لعبت» كأفضل ما يكون عند تجسيدها لدور «سماح» في مسرحيتها الجديدة التي عرضت لأول مرة يوم السبت الفارط بقاعة الفن الرابع بالعاصمة. فالعرض كان ناجحا بشهادة أغلب الحاضرين من أهل القطاع ومن الاعلاميين وكذلك عشاق المسرح. ولأن نجاح عمل مسرحي ما لا يمكن ان يقتصر على أداء جيد أو مقنع لممثل، فإن سر نجاح عرض مسرحية «تواما» يتمثل في توفر زغلب شروط نجاح أي عمل. فالنص مبني بطريقة جيدة جدا، رغم أنه عن فكرة نص «توأم» للدكتور سعيد ناجي، الا أن كاتبه السيد أحمد عامر، حافظ على روح النص الأصلي، من حيثبعده الدرامي، و«تونس» النص على طريقته الخاصة، ليكون منطلق انجاز عمل مسرحي ناجح من نوع «المونودراما». عمل متكامل ولأن النجاح لأي عمل مسرحي، كذلك يقتضي اخراجا أو رؤية اخراجية جادة ومتميزة، فإن مسرحية «تواما» أخرجت بشكل أبهر عديد الحاضرين والامضاء كان للمخرج المسرحي الشاب «محمد كشو» ومن ميزات هذا العمل المسرحي كذلك، الاضاءة والموسيقى، اختبارات موفقة جعلت من مسرحية «تواما»، متفردة في الفترة الحالية، في نوعها المسرحي (المونودراما). حكاية تواما وبما أن جنس العمل المسرحي المقدم «مونودراما»، فإنه بالضرورة ثمة حكاية أو «خرافة» كما يقول البعض، الحكاية في «تواما» هي حكاية ثلاثة طلبة وهم «سماح» و«سامح» (التوأم) و«مراد» (حبيب سماح وزوجها لاحقا) هذا الثلاثي جمعته الجامعة ووحدته قيم الثورة والنضال من أجل الحرية والكرامة ولاعدالة، هذا الثلاثي دخل الجامعة في منتصف السبعينات حين كانت الجامعة ملتهبة بالحراك السياسي والصراعات مع أعوان الأمن والقمع والايقاف والتعذيب... كل هذه الأحداث ترويها «سماح» (منال عبد القوي) على كرسيها المتحرك، بأسلوب ساخر أحيانا، وبأسلوب جاد في أحايين أخرى، لترسم في الأخير لوحة فنية متميزة على خشبة المسرح تميز، لازمها (الممثلة) في زغلب ردهات العرض، رغم كونه الأول، فقيمتها وتجربتها كممثلة، جعلت منال عبد القوي تتخلص من الرهبة التي قد تصيب ممثلا في عرض هو الأول لعمله المسرحي، بيد ان منال أخذت شحنة عاطفية من زملائها الحاضرين في ذلك العرض... شحنة مكنتها من اظهار موهبتها وتميز أدائها.