دخلت مصر مرة جديدة في منعرج خطير قوامه التصادم بين الجيش والمتظاهرين فيما تتجه أصابع الاتهام الى الكيان الصهيوني الساعي الي قطع الطريق أمام وصول الاسلاميين لسدّة الحكم وإلغاء اتفاقية السلام «كامب ديفيد». أشعل محتجون مصريون أمس النار في عدد من السيارات وألقوا الحجارة على قوات الشرطة العسكرية في ساعة مبكرة من صباح أمس عقب انتشار شائعات عن احتجاز أحد المعتصمين أمام مقر مجلس الوزراء وتعرضه للضرب المبرح. ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان أن الشرطة أطلقت طلقات تحذيرية في الهواء عند فجر أمس لتفريق نحو 300 متظاهر تملكهم الغضب من صور نشرت على الانترنت لشاب يدعى عبودي ابراهيم ومن حوله جمع من الناس يسندونه وقد تورّم وجهه وغرق في الدماء. وقال طبيب في مستشفى ميداني لعلاج المتظاهرين المصابين «إن الشائعات تقول انه تعرض للضرب المبرح وهذا ما دفع الناس الى النزول للشارع». وأوردت مصادر مطلعة أن المصادمات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن أدت الى اصابة 170 شخصا حتى الآن وسقوط قتيلين على الأقل. وعنّفت الشرطة متظاهرين ألقوا بالزجاجات الحارقة بينما رشقها البعض الآخر بالحجارة واستمرت المواجهات في الشوارع المحيطة لمقر مجلس الأمن. وقالت الناشطة المدافعة عن حقوق الانسان منى سيف أن العسكريين ألقوا الكراسي من سطح البرلمان الواقع قرب مسرح العمليات. وتفاعلا مع هذه المستجدات، أعلن الدكتور المعتز باللّه عبد الفتاح عضو المجلس الاستشاري عن استقالته من المجلس ولحقه الناشط أحمد خيري المنتمي الى شباب الثورة. وقال عبد الفتاح «لو كان ما يحدث مقصودا ومدبّرا فهذه مؤامرة لن أشارك فهيا.. ولو كان غير مقصود وغير مدبّر فهذا يعني أننا أمام مؤسسات مفكّكة لا تعرف كيف تدير الأزمات وبالتالي لا أستطيع أن أرشد سلوكها مهما فعلت». وفضّت القوات العسكرية اعتصاما مفتوحا أمام مقر جلس الوزراء للمطالبة باستقالة الجنزوري وتسليم السلطة التي بيد مجلس القوات العسكرية الى المدنيين. ووجهت جهات مصرية أصابع الاتهام للكيان الصهيوني ولأطراف خارجية بالسعي الى ادخال البلاد في دوامة من الفوضى والدماء والخراب. وأضافت أن اسرائيل باتت تخشى من سيناريو اكتساح الاسلاميين لصناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية وبالتالي السيطرة على السلطتين التنفيذية والتشريعية مع ما قد يؤدي به هذا الأمر من إلغاء تام لمعاهدة «كامب ديفيد». ونقلت عن الجسد العسكري الصهيوني إشارته الى أن ما يحصل حاليا في مصر هو صراع مرير بين المجلس العسكري والتيار الاسلامي على السلطة وأن على تل أبيب الاستعداد لصعود الاسلاميين الى الرئاسة أو التدخل في المعمعة المصرية.