... وكأن قفصة لا تكفيها آلامها اليومية ليزيد فريقها في فتح شرخ جديد في الجسد الأخضر والأصفر... والا بماذا نفسر حالة الفوضى التي عاشها الفريق في الأيام الأخيرة على ايقاع الاتهامات والانسحابات؟ شخصيا لم يفاجئني عزل المدرب كمال الزواغي ليس لأنه فشل في قيادة قاطرة القوافل بل لأن اسم معوّضه لم يفاجئني أيضا...وهنا مربط الفرس فقد علمت بتحول خالد بن يحيى إلى القوافل منذ أكثر من شهر لكني لم أشهر الخبر احتراما لكل الأطراف الموجودة والقادمة والذاهبة وخاصة للجمهور الذي يبقى فريد زمانه مهما غيبوه ومهما تلاعبوا بفريقه...فيوم جدّ الجدّ يهرب الجميع ويبقى جمهور القوافل لوحده ينظم الأمور ويحمل الاجازات ويعيد اللاعبين إلى التمارين ويفاوض هذا وذاك حتى تنطلق القافلة ولا تتأخر عن المسير...ذاك هو الجمهور الرائع لقفصة الذي ضرب مثالا في قدسية العشق بعيدا عن الفوضى التي يعبّر بها غيره عن أحاسيسه. قلت لم يفاجئني قدوم خالد بن يحيى إلى قفصة لأني على علم بالاتصالات منذ مدة طويلة وبالتالي لم يكن من اللائق مسح ما حصل في قميص المدرب كمال الزواغي الذي كان شجاعا جدا عندما قبل الاشراف على فريق «يحكمه الجمهور» وشخصيا سعدت لكلمات رئيس الجمعية عندما أثنى على هذه النقطة تحديدا لكن هناك سؤال يفرض نفسه : لماذا لم تصبر الهيئة بعض الوقت على مدربها خاصة أن الجميع على اقتناع بأن الفريق في نسق تصاعدي وان ميركاتو الشتاء قد يقضي على ما تبقى من نقاط سلبية؟ نطرح هذا السؤال لإدراكنا أن المدرب الجديد (خالد بن يحيى) تمتع بهذا الإجراء لأن تأخير المباريات سيمنحه فرصة أكبر للوقوف على حقيقة الفريق واجراء الانتدابات اللازمة مع ميركاتو الشتاء. من جهة أخرى علمنا أن حكاية المؤامرة التي نفذها اللاعبان أنيس مطار باشا ومحمد أمين عمامو لا أساس لها من الصحة وأن المدرب كمال الزواغي يعلم جيدا من كان يدبّر من زمان لإبعاده وانتظار اللحظة المناسبة وهو الذي اعترف لأحد المقربين منه بأن هذا الثنائي أبعد ما يكون عن التآمر في حق المدرب أو الجمعية.