بعد أن حقق أنيس الونيفي الكثير مع منتخب سيدات الجيدو،وآخرها المرتبة الأولى من الألعب العربية وبقيت خطوات قليلة عن تحقيق حلم الأولمبياد مع بنتيه هدى ميلاد ونهال شيخ روحو، قرر فجأة أن يرمي خلفه هذه الإنجازات ويقدم إستقالته من مهمته على رأس منتخبنا للجيدو سيدات ويعود إلى التدريس في المعهد الأعلى للرياضة وهو مصرّ جدا على هذا القرار. عن كل هذا كان لنا معه هذا اللقاء لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه الاستقالةالتي جاءت مع توقيت محرج بالنسبة لجامعة الجيدو التي شهدت بدورها عدة مشاكل داخلية وخارجية سواء مع وزارة الشباب والرياضة أو داخل المكتب الجامعي الذي سبق أن استقال منه 5 أعضاء وتم حله وترسيم مكتب مؤقت لادارته. أنا مستقيل وعن موضوع الإستقالة يقول أنيس الونيفي «لقد فكرت جيدا قبل أن أتخذ قراري بالإبتعاد عن تدريب منتخب سيدات الجيدو وقبل الألعاب العربية كنت سأخبر بناتي هدى ميلاد ونهال شيخ روحو وهناء المرغني بإستقالتي ولكن خفت على حالتهن النفسية في هذه المسابقة العربية خاصة أنهن تدربن جيدا وتعبن لتحقيق هذه النتائج، ولكن الآن أنا حرّ من أي قيّد أخلاقي أو رياضي مع المنتخب لأتخذ القرار الذي يريحني نفسيا». مستشار لطارق ذياب! ويواصل الونيفي كلامه قائلا : «بصراحة كان بودي أن أكون مستشارا لدى طارق ذياب الوزير الجديد للشباب والرياضة في إختصاص الألعاب الفردية التي تعاني الكثير من التهميش واللامبالاة من قبل مسؤولي الرياضة رغم أنها تحقق الكثير من الميداليات والتتويجات العالمية عكس كرة القدم التي تصرف عليها المليارات وتخذلنا أحيانا، وهذا لا يعني أني أفرض نفسي لهذا المنصب ولكنه حلم يراودني منذ سنين لعلّي أستطيع أن أنجح في النهوض بهذا الإختصاص». لم لا ؟ وإجابة عن سؤالنا حول أحقية طارق ذياب اللاعب الدولي السابق والمحلل الرياضي والوزير الحالي أن يكون على رأس وزارة الشباب والرياضة فيقول أنيس : «أنا سعيد جدا بوجود طارق ذياب على رأس وزارتنا لأنه رياضي ويدرك جيدا ماهي نقاط ضعف وقوة مجالنا الذي يعاني الكثير فمثلما وجدنا اللاعبة الأولمبية سابقا نوال المتوكل وزيرة للشباب والرياضة في المغرب ودافيد بوي بطل العالم مرتين في الجيدو بدوره وزيرا في فرنسا للرياضة لم لا تكون تونس بدورها مستقطبة لأبنائها من الرياضيين مادمنا قادرين على العطاء.» هدى ونهال...لماذا؟ هناك بعض المشاكل داخل منتخب سيدات الجيدو وعن تهمة للإعتماد دوما على هدى ميلاد ونهال شيخ روحو في المسابقات الدولية وتهميش باقي البنات رغم تحقيقهن نتائج هامة في المحافل العربية والإفريقية يقول أنيس الونيفي المدرب المستقل «أولا لنكن منصفين في حق هدى ميلاد التي تحتل المرتبة الرابعة عشرة دوليا وتحتل نهال المرتبة الحادية عشرة على مستوى العالم لذا فإنه في أي دورة أو مسابقة أو مشارمة على مستوى العالم تتم دعوتهما من قبل الاتحاد الدولي للجيدو نظرا لترتيبهما أما باقي بنات المنتخب فصحيح أنهن يحققن عديد الميداليات الذهبية وآخرها في الألعاب العربية لكنهن غير قادرات إلى حدّ الآن على المشاركة الدولية لذا أردت أن أوضح هذه النقطة لأني سئمت الحديث عنها ووصلتني بعض التشكيات من هذا الموضوع ولكن هذه هي معايير المشاركات الدولية والتي تريد أن تكون مثل هدى ونهال عليها أن تعمل أكثر وتواضب على التدريبات لتقفز نحو العالمية وهذا يسعدني كثيرا وهناك نقطة أخرى مهمة وهي المصاعب المادية فمثلا في أي دورة في أروبا كان بودي أن أشارك بجميع بنات المنتخب ولكن الإمكانيات المالية محدودة لذا أضطر أحيانا لأخذ هاتين اللاعبتين فقط، وفي بعض الأحيان أكون في موقف محرج، فمثلا قد تصاب احدى اللاعبات فننسحب من هذه الدورة». رسالة اختتم أنيس الونيفي لقاءه معنا بتوجيه رسالة لمسؤولي الجيدو في تونس قائلا «لنتجاوز جميع خلافاتنا فقط من أجل مصلحة هذه الرياضة التي يمكن أن نصل بها مجددا للعالمية فنحن نملك أبطالا وبطلات في هذا المجال ولا بد من الحفاظ عليهم».