أقدم كهل فوق الأربعين من العمر مساء أمس الخميس على حرق نفسه أمام مقرّ ولاية قفصة بعد أن سكب على جسده كمية من مادة سريعة الالتهاب حسب شهود عيان الذين أكد بعضهم ل«الشروق» أن الكهل متزوج وأب لثلاثة أبناء ويسمى عمار غرس اللّه وكان خلال فترة طويلة مرابطا باحدى خيام الاعتصام الخاصة بالعاطلين عن العمل في محاولة منه كزملائه للفت الانتباه الى حالته الاجتماعية والمادية الصعبة على أمل الظفر بشغل، يؤمن له ولعائلته العيش الكريم. حالة اليأس، حسب أصدقائه الذين التقيناهم بعد الحادثة هي التي دفعته الى حرق نفسه على مرأى من الجميع قبالة الولاية في مشهد مؤثر ومؤلم، مصادر طبية من المستشفى الجهوي الحسين بوزيان بقفصة أكدت ل«الشروق» أن الكهل أصيب بحروق بليغة جدّا في كامل جسده نقل على اثرها الى العاصمة، الحادثة أثارت توترا لافتا للنظر أمام المستشفى وفي عديد شوارع المدينة عند المساء على خلفية احتجاج أعداد كبيرة من الشبان على ما حدث لصديقهم الذي كانت معاناته مضاعفة منطلقها بطالة قاسية ونهايتها جسد محترق... وقد شهدت المدينة على اثر الحادث مناوشات متفرقة بين الشبان وقوات الأمن أطلقت على اثرها القنابل المسيلة للدموع على المحتجين. ووفق مشاهد فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعية، فإنّ غضب أهالي قفصة كان نتيجة وجود مطالب التشغيل التي قاموا بتقديمها الى الولاية في أكياس مهملة.