شهدت مدينة الڤطار من ولاية ڤفصة خلال شهر جانفي الماضي حادثة أليمة اهتزت من خلالها المنطقة اعتبارا لنوعيتها وفظاعتها، حيث أقدم الشاب «أيمن» وهو من متساكني «حي الأكواخ» بالمنطقة، على اضرام النار في جسده بعد أن سكب مادة سريعة الالتهاب في لحظة يأس لما يعانيه من بطالة وظروف اجتماعية صعبة داخل عائلة وفيرة العدد ومعدومة الدخل، وهو الذي يبلغ من العمر 23 سنة، ورغم الاسراع بالاحتفاظ به بمستشفى الحروق البليغة ببن عروس، فإن الضحية أسلم الروح أخيرا الى بارئها.. خبر وفاة الشاب «أيمن» كان شديد الوقع على عائلته وأقاربه وأصدقاءه وأحبابه خاصة من أبناء حيّه الذين قاسموه طويلا مرارة الحياة وقساوتها، هذا وقد تم تشييع جثمان الضحية مساء الثلاثاء الماضي الى مقبرة المكان في جنازة حاشدة. أسباب وظروف الحادثة تقول مصادرنا أن الضحية يسامر أبناء حيّه، والكل يدردش حول مستقبله وظروفه وواقعه وطموحه، وما ينتظر كل واحد منهم غدا، قبل أن يدخل المرحوم «أيمن» في هستيريا من الغضب واليأس متذكرا كيف أقدم الشاب «البوعزيزي» على إحراق نفسه بعد أن شعر بالاهانة فهرول نحو منزل عائلته وأخرج مادة قابلة للالتهاب وسكبها على جسده ثم أضرم النار أمام ذلك الجمع من أصدقائه الذين هالهم ذلك المشهد المروع، وعبثا حاولوا بكل الطرق اطفاءه وتجنبيه كل مكروه، لكن النار كانت في أشدها.. فتم الهرولة به نحو المستشفى المحلي بالمنطقة في مرحلة أولى ثم المستشفى الجهوي بڤفصة ليقع بعدها تحويله نحو مستشفى الحروق البليغة ببن عروس أين مكث هناك مدة عشرين يوما تحت العناية المركزة، ولما أحس أطباؤه بتحسن تدريجي في حالته، أعيد الى أهله حيث ظل مدة 12 يوما ممددا على سرير خاص ولا يقوى على الجلوس، لكن تعكرت حالته الصحية فجأة ليعاد الى مستشفى الحروق ببن عروس، حيث مكث هناك مدة 6 أيام قبل أن يسلم روحه الى خالقها متأثرا بحروقه البليغة.. وهكذا يسدل الستار على قصة واقعية أليمة تركت أثرها العميق في الجميع بالمنطقة، وتبقى الاسباب والمسببات هي الفقر والخصاصة والحرمان والظروف الصعبة القاسية التي تدفع بالانسان أحيانا الى التفكير في المحظور في لحظات اليأس والقنوط وما أكثرها في عصرنا، رحم الله «أيمن» رحمة واسعة ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. فتحي حفيظ في حي التضامن: اختلف افراد العصابة حول نصيب كل واحد منهم من السرقات فلجؤوا الى السكاكين والسواطير عندما اندلعت معركة ضارية بين مجموعة من الاطراف بشارع رئيسي بمدينة حي التضامن، استعملت خلالها السكاكين والسواطير بادر بعضهم بإشعار رجال الحرس الوطني فهبّت دورية للتدخلات السريعة التابعة للحري الوطني اقليماريانة على عين المكان حيث تمت السيطرة على المشاركين في هذه الاحداث الدامية التي تضرر من جرائها أربعة شبان أصيبوا بجروح مختلفة فيما تهشّم بلّور سيارتين كانتا راسيتين على قارعة الطريق. وبمساعدة رجال الجيش الوطني نجح رجال فرقة التدخلات السريعة للحرس الوطني باقليمأريانة في ايقاف عشرة أنفار للتحري معهم حول دوافع مشاركتهم في هذه المعركة المسلحة، وقد تبين أنهم يشكّلون عصابة خطيرة استغلت فرصة الاحداث الاخيرة والانفلات الامني لنهب وسرقة المحلات التجارية وترويع السكان ويبدو أنهم اختلفوا حول نصيب كل واحد منهم من المسروق فكان ان اندلعت معركة مسلّحة بينهم، كادت أن تنتهي بمأساة لولا سرعة تدخل رجال الجيش الوطني ورجال فرقة التدخلات السريعة للحرس الوطني بإقليم اريانة. وبعد التحرير على أفراد هذه العصابة تمت احالتهم رفقة سواطيرهم وسكاكينهم على العدالة، فيما تم نقل المصابين الاربعة الى المستشفى لإسعافهم. بعد حادثة بومنديل التجار بصوت واحد: «متآمرون يريدون طردنا من المكان»! بعدما تدخّل رجال الامن لفضّ الاشتباكات التي كان مسرحها نهج سيدي بومنديل وأحوازه وسكنت الحركة وتراءى للجميع حجم الاضرار التي لحقت المتاجر وكبّدت التجار خسائر متفاوتة القيمة أفصح بعضهم، من التجّار طبعا، عن رواية، مفادها أن اطرافا، تعمل على طردهم من مكان عملهم وبالتالي قطع موارد رزقهم ولكن لماذا؟ ولمن لم يطلع عن كثب على مخلّفات المواجهة التي دارت طيلة ثلاثة أيام بين بعض سكّان منطقة باب الجديد وبعض تجار سيدي بومنديل ننقل لهم هذه الحقيقة، وهي أن روائح الحرائق التي طالت عديد المتاجر تخنق الحناجر حيث عمد المهاجمون الى اضرام النار في الدكاكين واتلاف محتوياتها من السلع التي كانت تمثّل مورد رزق للتجار. وللإشارة فإن هذه المحلات التجارية كانت تحتوي على سلع وفيرة وتشغل عديد العائلات ويقتات منها الكثير من الناس، قد لا تتصوّرون صدمة التجار المتضررين والاسف الذي انتابهم وهم يرون سلعهم محروقة انها بضائع بالملايين اصبحت رمادا. ولولا الوقفة الحازمة لرجال الأمن والجيش الوطني الذين وقفوا على امتداد ثلاثة أيام باقتدار ونجحوا في حجز زجاجات حارقة لدى أشخاص كانوا عازمين على حرق المزيد من المحلات التجارية. هذه الأحداث اندلعت على خلفية وفاة شاب يبدو أنه أصيب بأداة حادة حذو محلّ تجاري لأسباب ما ولكن لابد من القيام بتحقيقات مكثّفة وعميقة للوصول الى الحقيقة الكامنة وراء حرق تلك المحلات التجارية؟