وصف الكاتب المصري محمد حسنين هيكل، الرئيس المصري السابق حسني مبارك ب «البقرة الضاحكة». وفي مقدمة كتابه «مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان» الذي ينشر على حلقات في صحيفة «الشروق» المصرية تساءل هيكل: كيف استطاعت «بقرة ضاحكة» أن تحكم مصر 30 سنة؟!. ويقول هيكل: «بدأت التفكير في هذه الصفحات باعتبارها مقدمة لكتاب تصورت أن أجمع داخل غلافه مجمل علاقتي بالرئيس حسني مبارك، وقد كانت علاقة محدودة وفاترة.. ثم ورد على بالي أن بعض الملامح والإشارات تكون مفيدة في التعرف أكثر على لغز رجل حكم مصر وأمسك بالقمة فيها ثلاثين سنة لم يتزحزح، وتغيرت فيها الدنيا، وظل هو حيث هو، لا يتأثر». ويحاول هيكل من خلال كتابه محاكمة مبارك سياسياً، ليكشف فيما بعد الأسباب الحتمية التي قامت على أساسها الثورة، وأصبح خلالها إطلاق النار على المتظاهرين جريمة. ويقول الكاتب المصري: «مع أن مبارك وصل إلى قاعة المحكمة ممدداً على سرير طبي دخل به إلى زنزانة حديدية، فإن التهم التي وُجهَت إليه لم تكن هي التهم التي يلزم توجيهها، بل لعلها الأخيرة في ما يمكن أن يوجَّه إلى رئيس دولة ثار شعبه عليه، وأسقط حكمه وأزاحه.. والمنطق في محاكمة أي رئيس دولة أن تكون محاكمته على التصرفات التي أخل فيها بالتزامه الوطني والسياسي والأخلاقي، وأساء بها إلى شعبه، فتلك هي التهم التي أدت للثورة عليه» .