اذا كان منتخب كرة القدم قد اختار اجراء تربصه الأخير في دبي لتنتهي هذه الرحلة بسهرة حمراء في أحد الملاهي البادخة... فإن منتخب كرة اليد كان همه الوحيد التحضير لبطولة افريقيا والدفاع عن اللقب الذي فاز به قبل عامين في القاهرة. في قاموس هذا المنتخب لا توجد سهرات حمراء حتى مطلع الفجر ولا قمار في «الكازينو» وحتى التجاوزات ان وجدت فهي قليلة جدا وتراجعت حدتها مع دخول بعض اللاعبين المشاغبين عالم الاحتراف وخضوعهم الى نواميسه الصارمة. أجواء المنتخب في الرباط هي اذن أجواء عائلية بامتياز فالبرنامج اليومي موزع بين التمارين والنوم والاجتماعات الفنية مع المدرب وأوقات الفراغ القليلة يقضيها زملاء مقنم عبر جلسات في بعض المقاهي المنتشرة على مقربة من نزل رحاب أو في أحد محلات «البيتزا» أو من خلال جولة خفيفة في شوارع العاضمة المغربية. نظام عسكري كل شيء في منتخب اليد خاضع الى برمجة دقيقة وهو ما لاحظته «الشروق» عند مرافقتها للاعبين في نزل رحاب. فتناول طعام الغداء أو العشاء يفرض التقيد بتوقيت دقيق لا يجب تجاوزه وحتى الفرنسي آلان بورت مدرب المنتخب قبل هو الآخر الخضوع الى هذا النظام العسكري شأنه شأن اللاعبين. تقاليد المنتخب خلال الدورات القارية والعالمية تفرض أيضا ارتداء زي موحد داخل وخارج النزل والاختيار تم هذه المرة على قميص أخضر، وليس مسموحا بالطبع لأي لاعب سواء كان من «الحرس القديم» أو من الجيل الصاعد كأسامة البوغانمي وأيمن التومي وأمين بنور ومصلح الصانعي مخالفة هذا النظام. صندوق أسود على أبواب المطعم في نزل رحاب يقف سليم الهدوي لمعاينة وصول زملائه وكل من يصل متأخرا عن التوقيت المتفق عليه يعاقب ماليا ويضطر الى دفع مبلغ رمزي بالعملة الصعبة يوضع في «صندوق أسود» يتم استعماله في مابعد لفائدة المجموعة. عندما كنا بصدد هذا الريبورتاج أطبق الفخ على أسامة البوغانمي ومدرب المنتخب آلان بورت وبالطبع الدفع ضروري. نعود الى هذا الصندوق الأسود لنشير الى ان آخر المكلفين به كان الجناح جلال التواتي لكن خلافا بينه وبين اللاعبين جرده من هذه المسؤولية وأحالها الى المتصلب سليم الهدري الذي لا يقبل اطلاقا الحلول الوسط.