يتواصل السيناريو بنفس الوجوه ونفس الشعارات، كما أول جلسة لمحاكمة قناة «نسمة» ومديرها نبيل القروي، ارتفعت الأيادي الحاملة للافتات المزينة بشعارات «الاسقاط والاعدام» لهذه القناة ومديرها وموظفيها. مسرح الأحداث كان المحكمة الابتدائية التي تحولت بدورها الى «مزار» ديني وتعالت الأصوات المرددة لشعارات تارة دينية وطورا مطالبة بإعدام نبيل القروي وإحدى هذه اللافتات كتب عليها «حكمت المحكمة حضوريا بالاعدام على نبيل القروي» وسط تهليل وتكبير. وكان عدد الحاضرين يفوق 100 شخص الذين لم يتأخروا عن هذا الموعد ولو دقيقة واحدة، بل على العكس تماما فقد سبقوا موظفي المحكمة ومرة أخرى غاب علَم تونس بهلاله ونجمته وارتفعت الأعلام السوداء والبيضاء المكتوب عليها «لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه». انقسام من جديد وكالعادة انقسم الحاضرون الى مؤيدين ومعارضين لقناة «نسمة» ولكن الشقّ الرافض لسياسة هذه القناة كان الأكثر نشاطا، وكانت الغلبة له، لأن من يعارضه سيُهاجم ويُهان، مما اضطر في الضفة الاخرى من الطريق مؤيدو القروي الى الانسحاب، ولكن هذا لم يمنع من بعض المشادات الكلامية بين الخصمين. يا كفّار كانت كلمة «كفّار» هي سيدة الموقف وترددت كثيرا على مسامع الحاضرين، وكانت ايضا احدى شعارات هذا اليوم وتم ايضا توجيه بعض الاهانات لرئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي نظرا لحضوره برفقة القروي. الاعتداء على الصحفي والمفكرين «إنه هناك، كافر قناة نسمة» انتهت هذه الجملة لتعلن عن هجوم بعض الحاضرين المعارضين لقناة نسمة على الصحفي عبد الحليم المسعودي الذي تعرض للضرب والركل، ولم يكن وحده الضحية بل ايضا تم الهجوم على الاعلامي زياد كريشان الذي أكد ان مجموعة من 15 نفرا تقريبا تبعته هو والهادي الرديسي وتولت الاعتداء عليه بالعنف. أما المفكر يوسف الصدّيق فلم يشفع له مرضه وسنه من الشتم والاهانة حيث نعتوه ب«يوسف الزنديق» و«الكافر» وغيرها من الكلمات المهينة وبذلك يصفع الاعلام من جديد.. ويهان الصحفي وهو يقوم بعمله. هوامش من محاكمة نسمة «الضرب في الميّت حرام» هذا ما قيل للمفكر يوسف الصديق الذي بقي صامتا أمام هول ما سمعه من إهانات... بشرى بالحاج حميدة تدخل في نقاش ساخن مع احدى الحاضرات ووصل الأمر الى شتم هذه الأخيرة للمحامية. «الاعدام لنبيل القروي» لافتة رُفعت منذ بداية المحاكمة حتى مغادرة هذا الأخيرة لقاعة المحكمة. «أين كنتم ونحن ندافع عن الاسلاميين»، هذا ما ردّدته المحامية سعيدة قراش وهي في قمة الغضب من اتهامات البعض لها بالدفاع عن قناة نسمة. الصحفيون منعوا أولا من دخول قاعة المحكمة ثم سُمح للبعض بمتابعة مجريات الأحداث. تأجيل المحاكمة الى 19 أفريل أثار غضب الحاضرين.