لاوّل مرّة تحضرتونس بهذا الاحتفاء والتوهّج في معرض القاهرة الدولي للكتاب ،هذا ما لاحظته في كواليس المعرض. تشارك تونس في معرض القاهرة الدولي للكتاب بتظاهرة ثقافية بارزة تنظّمها وزارة الثقافة مع اتحاد الناشرين الذي كان المنظّم الاساسي لهذه التظاهرة وقد تجنّد النّاشرون التونسيون من اجل إنجاح هذا الموعد البارز ولعلّ الملاحظة الاولى التي يمكن تسجيلها ان 99 بالمائة من المشاركين في هذه التظاهرة يشاركون لاوّل مرّة في وفد رسمي وهو ما ثمّنه المصريون الذين شعروا ان تونس تغيّرت فعلا . فالوفد التونسي المشارك ضمّ عددا من الكتّاب الذين لم يشاركوا سابقا في أي مشاركة رسمية تونسية بتمويل من وزارة الثقافة وقد ضمّ الوفد وجوها كانت من المغضوب عليها في العهد السّابق مثل آمال قرامي ومنصف ونّاس وكمال الزغباني ونورالدين العلوي وفتحي بالحاج يحي وغيرهم . فعاليات البرنامج الثقافي تضمّن ندوة بعنوان «الكلمة لهنّ»شاركت فيها امال قرامي وفوزية علوي وامال مختار ورشا التونسي ومن مصر سلوى بكر وهدى صالح وقد افتتحت امال قرامي الندوة بمداخلة تحدّثت خلالها عن ان نضال المراة لم يكن في الشارع فقط بل في الكتابة ايضا . وقد افتتح الدكتور علي المحجوبي هذه التظاهرة بمداخلة عن تأثير رفاعة رفعت الطهطاوي على حركة الإصلاح في تونس. البرنامج تضمّن ايضا امسيات شعرية لآدم فتحي الذي كان نجم التظاهرة وقد نظّم بيت الشعر امسية شعرية لآدم فتحي مع فوزية علوي كما كان له لقاء في «المقهى الثقافي»مع جمهور معرض الكتاب . وتضمّن البرنامج ايضا لقاء بين الدكتور منصف ونّاس والكاتب المصري كارم يحي بعنوان «نظرة متقاطعة للثورة التونسية والمصرية» الى جانب عرض لمجموعة «عيون الكلام» . شهادات وعروض وستتواصل المشاركة التونسية الى يوم 3 فيفري من خلال العروض السينمائية والمسرحية ومن بين فقرات البرنامج امسية شعرية لمنصف الوهايبي ومحمد الصديق الرحموني ونجم الدين الحمدوني وتقديم روايات جديدة لنورالدين العلوي وكمال الزغباني وكمال الرياحي وستتولى عروسية النالوتي تقديم هذه الكتب الجديدة وندوة حول المدونين ودورهم في الثورتين التونسية والمصرية بمشاركة فاطمة الرياحي وتنشيط علي سعيدان وعرض مسرحية «خويا ليبر»لمنير العرقي وجمال المداني و الاحتفال بمائوية محمود المسعدي بمشاركة فاطمة لخضر وفريال غزول من مصر وندوة حول أدب السجون بمشاركة سلوى بكر وسمير ساسي وفتحي بالحاج يحي من تونس وعرض اشرطة سينمائية وهي «كلمات حمراء»لإلياس بكّار و «قصور من الرمال»لمصطفى التايب و«من روّاد النشر التونسي نورالدين بن خذر» لعلي سعيدان و«كلمات»لفوزي شلبي و»لاخوف بعد اليوم»لمراد بن الشيخ وسيقدّم هذه الافلام كمال بن ونّاس . المستقبل هذا البرنامج الثقافي لا يمكن إلاّ تثمينه لتنوّعه اولا ولإعتماده على وجوه جديدة تشارك لاول مرّة في تظاهرة رسمية والمطلوب ان تواصل وزارة الثقافة المشاركة في التظاهرات العربية والدولية واختيار وجوه جديدة حتى لا تتكرر الاساليب القديمة التي كانت تقتصر على مجموعة قليلة من الوجوه كانت تحضر دائما في الاسابيع الثقافية التونسية وكانّها هي فقط من يمثّل تونس . فالقطع مع الاساليب القديمة هو الشّرط الاوّل لإحداث نقلة حقيقية في الاداء الثقافي لوزارة الثقافة ومؤسساتها .