يضرب منتخبنا اليوم مع جمهوره موعدا جديدا عند مواجهته للنيجر ستكون خلالها انتظاراتهم مغايرة لمباراته الاولى في هذا ال«كان» فأمام المغرب كان الجمهور يمني نفسه بخروج النسور بأخف الأضرار لكن الأقصى تحقق وفازت تونس. بعد هذا الانجاز تغيرت انتظارات الجمهور التونسي مع مباراة اليوم فهو لن يرضى الا بفوز جديد يؤكد به حسن استعداده من جهة ويحسم أمر الترشح الى الدور المقبل من جهة ثانية. منتخب عنيد منافسنا اليوم رغم أنه يسجل حضوره لأول مرة في تاريخه في ال«كان» الا ان ترشيحه لم يكن وليد ضربة حظ بل كان عن استحقاق كبير فهو أزاح بطل افريقيا خلال الدورات الثلاثة الاخيرة ونعني به مصر كما أبعد من طريقه منتخبا آخر عريقا هو «البافانا بافانا» وسيستمد من ذلك الانجاز عزيمة كبيرة لتحدّي «نسور قرطاج» لأنه تعوّد على الاطاحة بالكبار. ما سيسهل مهمة النيجر ان المنتخب التونسي يجد صعوبات جمّة كلما واجه «صغار» القارة وليس أدل على ذلك من مسيرته في التصفيات المؤهلة لهذا ال«كان» وهزائمه غير المنتظرة أمام منتخبات مبتدئة مثل بوتسوانا أو تفريطه في انتصارات سهلة كما حدث أمام المالاوي. أقدامنا على الارض ما يثلج الصدر ويمنحنا ثقة أكبر في منتخبنا ان كل مكوناته لم تغتر بعد الانتصار على المغرب وأكدوا انهم قرأوا حسابا لمنافس اليوم فسامي الطرابلسي توقع ان يجد أبناؤه صعوبة كبرى عند مواجهة النيجر لأن هذا المنافس ليس له ما يخسره وسيلعب بلا ضغوطات اذ في صورة انهزامه اليوم فلن يلومه أحد نظرا للفوارق الكبيرة بينه وبين تونس كما عاضد عمار الجمل كلام مدربه، مشيرا الى ان النيجر أزاحت مصر وجنوب افريقيا وهذا لوحده كاف للحذر منها وعدم استسهالها. كما ان هزيمتها في المباراة الاولى أمام الغابون المنظم لا تقلل من قيمته شيئا خاصة انه قدم خلال المباراة مستوى محترما. من جهة أخرى فإن منتخب النيجر يعرف تونس جيدا من خلال تواجد عنصرين منه في بطولتنا هما كوفي كووا لاعب ترجي جرجيس وداودا كاميلو لاعب ال«سي. آس. آس» مما سيسهل عليهما كسر الحاجز النفسي وتأهيل بقية زملائهما لذلك. الحذر من اللقاء الثاني لقاء اليوم فخ خطير لمنتخبنا ولا خيار أمامه الا الانتصار لتفادي انتظار نتيجة مباراته الاخيرة أمام صاحب الارض الغابون الذي لا نخاله يفرط أمام جماهير في فرصة هزم المنتخب التونسي كما ان مسيرة منتخبنا في الدورات الماضية لل«كان» تجعله يركز جيدا على مباراة اليوم فنسور قرطاج لم يفلحوا في الدورات الماضية في كسب ثلاثة انتصارات متتالية ولا نظن أنهم سيقدرون على قلب هذه المعطيات التاريخية في «كان 2012» اضافة الى انه كم من فريق بدأ بقوة ثم أصابه الغرور فتراخت أوصاله ولنا في المغرب في دورة 2008 أفضل دليل بل ان المنتخب التونسي ذاته في دورة 2006 تألق في لقائيه الأولين ثم انهزم بثلاثية نظيفة أمام غينيا التي أوقفت ايضا مسيرته الوردية في كان تونس 2004 بعد ان فرضت عليه التعادل لذلك لا نريد لمنتخبنا ان يجمع عليه صعوبات التاريخ مع صعوبات الجغرافيا في لقائه الاخير أمام الغابون.