تستضيف دار الثقافة ابن خلدون اليوم الجمعة على الساعة الرابعة لقاء أدبيا حول رواية رشيدة الشارني، الجديدة «تراتيل لآلامها». وسيقدمها الأستاذ الروائي كمال الرياحي في اطار «ناس الديكامرون» الذي «هاجر» به من دار الثقافة ابن رشيق الى ابن خلدون. يشارك في اعداد وتقديم الحلقة أيمن الدبوسي وعدنان الجدي والعادل خضر وشوقي البرنوصي وصلاح عياد. «تراتيل لآلامها» رواية لم تصدر في تونس بل صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون، صدرت للروائية رشيدة الشارني، رواية «تراتيل لآلامها».. في 165 صفحة من الحجم المتوسط. رشيد الشارني أجلت عملها ولم تستطع نشره الا بعد الثورة لأن الفترة «الزينية» لم تكن تسمح بالاقتراب من مساحات الألم والوجيعة. 4 سنوات والعمل معطّل.. رشيدة الشارني مسكونة بتصوير الفجيعة وأوجاع العائلات التونسية التي لا تكاد توجد فيها عائلة لا معتقل فيها. قوارب الموت وضياع بين الحانات، أحياء كأموات وأموات أحياء تلك هي أحوال البلد... حاضرا وقبله تعود بالذاكرة الى أيام صال فيها المستعمر وجال فهل خرج الاستعمار؟ الشخصية التونسية في رواية رشيدة الشارني «تراتيل لآلامها» تعبق شعرا وموسيقى ولا غرابة... زادها ثراء وتعدد الأمكنة والازمنة وتنويعها في التقنيات السردية. بسنوات الجمر مرت... و«التراتيل» هي هدية لسجناء الرأي وأمهات الشهداء. «تراتيل لآلامها» هي اتصال الألم والموت المقدس الذي يهزم الأحياء. الموجوع يستجير بلغته لعلها تكون بلسمه بل لعل البوح يخفف عنها ويشرّك القارئ حتى يقاسم الكاتب معاناته. الأم خضراء... في زمن الدم الاحمر القاني والجراد الذي لم يترك خضرة... الذرية تائهة ومعذبة ثلاثة، الكبير مقهور والصغير مسحوق والاوسط مفقود لماذا بنات سبع بقين الى جانبها. ولماذا لا يغاث «غيث» ولا تغاث هي حين تريد زيارة أصغر أبنائها المسجون «غيث»... رشيدة الشارني فجرت مخزونها المكبوت الغاضب وتراتيلها كأنها «حزام ناسف» ورغم أعمالها السابقة التي نالت من خلالها جوائز مثل «صهيل الاسئلة» ورغم ما لاقته في زمن المخلوع فإن استضافتها في دار الثقافة ابن خلدون رد لبعض الاعتبار اليها في زمن هيمنت فيه على الساحة الادبية بعض الزعانف التي صار صعودها ونزولها الى الطائرات وكثرة الأسفار مثل «الجاير».