حذّر مراقبون سياسيون للوضع اليمني أمس من عودة الرئيس اليمني من الولاياتالمتحدة إلى اليمن قبل انتخابات الرئاسة مشيرين إلى أن الأمر قد يؤدي إلى اشتعال البلاد ويحول دون انتقال سلس للسلطة. قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مساء أمس انه سيعود من الولاياتالمتحدة قبل انتخابات الرئاسة المقررة في اليمن في وقت لاحق هذا الشهر. وأعلن صالح أكثر من مرة عن خطط للعودة الى اليمن غير أن اعتزامه العودة قبل الانتخابات سيثير شكوكاً بشأن التزامه بترك السلطة بموجب اتفاق توسطت فيه دول الخليج لانهاء الاضطرابات السياسية في البلاد. ونقل صالح سلطاته رسمياً لنائبه عبد ربه منصور هادي في نوفمبرالمنصرم وسافر الى الولاياتالمتحدة الشهر الماضي للعلاج من جروح اصيب بها خلال محاولة اغتياله العام الماضي. وقال صالح في بيان نشر في موقع وزارة الدفاع على الانترنت «سأعود الى أرض الوطن بعد استكمال العلاج للمشاركة في الانتخابات الرئاسية». ولم يحدد الرئيس اليمني مقصوده من «المشاركة» في الانتخابات. وتواجه الانتخابات المقررة في 21 فيفري القادم مشكلات بالفعل. لاسيما وأن الانفصاليين في الجنوب والحوثيين في الشمال قرروا مقاطعتها. وفي سياق متصل, أكّد هادي منصور المرشح الوحيد لمنصب رئيس الجمهورية أمس انه سيفتح حواراً مع الانفصاليين والمتمردين. وقال في كلمة بمناسبة بدء حملته الانتخابية «نحن مصممون على تجاوز محنتنا عبر حوار مفتوح يعيد الازمة إلى سياقها الطبيعي المحكوم بسلاح المنطق لا بمنطق السلاح». وأضاف «لان شعبنا يستحق أن ننكر ذواتنا لاجله ونرهن قدراتنا لاعادة بناء البلد بما يستحقه خالياً من الارهاب والتطرف والفساد معافى من نزعات المناطقية والعنصرية». وعلى صعيد ميداني, قالت مصادر إعلامية مطلعة أن أربعة انفصاليين جنوبيين أصيبوا في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية عندما أطلقت قوات الامن النار عليهم أثناء محاولتهم احراق مكتب محلي لحزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه صالح ومكاتب اللجنة الانتخابية في «حضرموت». واضافت أن الانفصاليين كانوا مشاركين في مظاهرة واضراب عام احتجاجاً على الانتخابات في محافظة حضرموت. وتخشى واشنطن أن يضر ضعف اقبال الناخبين بشرعية هادي الذي تعول عليه في انتشال البلاد من شفا الحرب الاهلية خلال مرحلة انتقالية حرجة مدتها عامان. ويبدو أن تلويح صالح بالعودة سيزيد من حدة الأزمة اليمينة لا سيما وأن البلاد باتت تعاني ويلات دعوات التقسيم والتفتيت والتطرف.