يعتبر مجال التكوين المهني والتدريب الحرفي من أهم الميادين الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بتوفير التدريب والتكوين الملائم لأبناء وبنات الوطن بالجودة والكفاية التي يتطلبها سوق العمل. وذلك امام الدور الهام الذي يلعبه في تأهيل الشباب للحصول على عمل مناسب والتقليل من نسب البطالة المرتفعة في صفوف غير المؤهلين من طالبي الشغل. وللارتباط الوثيق للتكوين المهني بالتنمية المستدامة في ولاية القيروان ومساهمته في حل مشكلة البطالة بالجهة كان لنا لقاء حصري بالسيد بوبكر بولعواد , المدير الجهوي للتكوين والتشغيل بالقيروان الذي أفادنا بأن انطلاقة دورة سبتمبر 2011 بولاية القيروان تمت في ظروف طيبة بالنسبة لأغلب المراكز الخمسة التابعة للوكالة التونسية للتكوين المهني، كما تميزت هذه السنة التكوينية الجديدة بتوجيه دفعة ثالثة من المدارس الإعدادية التقنية إلى مراكز التكوين المهني بالجهة وذلك في دعم لسياسة فتح الأفاق أمام التلاميذ المغادرين للدراسة. كما أضاف بأن قطاع التكوين المهني بولاية القيروان شهد خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية حيث ارتفعت طاقة استيعاب المراكز لتصل إلى حدود 2160 موطن تكوين وذلك بالاعتماد على نمط التكوين بالتداول فضلا على إضافة العديد من الاختصاصات ذات الأولوية بهذه المراكز لتصل إلى حدود 32 اختصاصا كما حظي قطاع التكوين المهني بالجهة بمكاسب هامة تتمثل بالخصوص في إعادة هيكلة المركز القطاعي للتكوين في الطاقة بالقيروان بكلفة 3680 ألف دينار وإعادة هيكلة شاملة لمركز التكوين والتدريب المهني بالقيروان بكلفة بلغت 3172 ألف دينار ومركز التكوين والتدريب المهني بحفوز بكلفة 2800 ألف دينار إلى جانب برمجة إعادة هيكلة مركز الفتاة الريفية ببوحجلة. أما بالنسبة للتدريب المهني لفائدة الشبان دون سن العشرين سنة لدى الحرفيين في مختلف القطاعات فقد بلغ عدد المتدربين 1115. كما تميزت سنة 2011 بارتفاع عدد هياكل التكوين الخاصة الناشطة بولاية القيروان لتصل إلى 33 هيكلا منها 22 هيكل ناشط في مجال التكوين الأساسي، وقد بلغت طاقة التكوين الأساسي في القطاع الخاص حوالي 2965 موطن تكوين موزعة على 41 اختصاص في مختلف القطاعات. صعوبات وبخصوص أبرز مشاكل الوحدات التكوينية بالجهة أضاف السيد بوبكر بولعواد بأن لكل وحدة مشاكلها الخاصة فمثلا يعاني المركز القطاعي للتكوين في الطاقة من ضيق مقر الإدارة ومن عدم توفر وسيلة نقل لمتابعة التكوين بالتداول وافتقاد الملعب الرياضي للتهيئة أما مركز التكوين والتدريب المهني بالقيروان فيشتكي من عدم إنجاز القسط الثاني من مشروع إعادة هيكلتة ومن النقص في أعوان التأطير والمساندة والإطار البيداغوجي. كما يعاني مركز التكوين والتدريب المهني بحفوز من عديد المشاكل لعل أبرزها إنجاز بعض الأشغال غير المطابقة لمواصفات كراس الشروط مما عطل عملية التسليم النهائي للبناية منذ سنة 2009 إلى جانب نقص التجهيزات بالورش ونقص في العملة بالمركز . في حين أن مركز التكوين المهني للفتاة الريفية ببوحجلة مازال يعاني من نقص في التجهيزات والمعدات وفي أعوان التأطير والمساندة والأعوان الإداريين. وبخصوص مركز التكوين والتدريب في الحرف التقليدية بالقيروان فإن الوضعية حرجة وتحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة في ظل نقص حاد في الإطارات والتجهيزات وحالة البناية السيئة للمركز. وحول أهم الاقتراحات لتطوير قطاع التكوين في الجهة أكد المدير الجهوي ضرورة تدعيم مراكز التكوين بالإطارات البيداغوجية وأعوان التأطير والمساندة وأعوان الإعلام والتوجيه المهني الضرورية للنهوض بالمنظومة التكوينية. آفاق التشغيل وعن أبرز المشاريع المستقبلية في القطاع، أكد السيد بوبكر بولعواد عن وجود نية لإحداث مركز تكوين وتدريب مهني بمعتمدية العلا وعن مشروع لإضافة مستوى مؤهل التقني المهني في اختصاص الخياطة نظرا للطلب الملح من أبناء الجهة إضافة إلى تمديد رخصة استغلال شاحنة تعليم السياقة نظرا لكثافة الطلب وتمنى أن يتم استكمال تأثيث المبيت والمطعم والمكاتب والقاعات بمركز التكوين بحفوز. وعن الحملات التحسيسية في المعاهد الثانوية ودورها في التعريف بأهمية التكوين المهني وآفاقه الواسعة فقد أعرب المدير الجهوي عن وجود نية لتكثيف هذه الحملات بداية من شهر مارس 2012 بعد غيابها في السنة الفارطة بسبب الأوضاع الاستثنائية و أضاف بأنها تستهدف خاصة تلاميذ السنوات الرابعة ثانوي وسيتم برمجة أيام مفتوحة للغرض .