من يوم الى آخر تتفاقم ظاهرة التسوّل في كامل ولاية سليانة شيوخ ونسوة حتى أن الشبان والصبية انتهجوا هذا السلوك الذي أصبح مصدرا مهما لكسب الربح بأيسر السبل.فمثلما يتمتع الناظر بسحر وجمال المناظر الطبيعية وبعض البنايات فإن التوغّل في أنهج عديدة لأكثر من مدينة يكشف عن ظاهرة تفشت بشكل لافت في الآونة الاخيرة ألا وهي ظاهرة التسوّل... ففي السنوات الأخيرة كان الأمر يقتصر على الشيوخ من الرجال والنسوة لكن في السنة الحالية أضحى هذا السلوك يشمل الفئة الشبابية والصبية». «حويجة &» و«متاع ربي»، هذه الجمل وغيرها التي تدعو للرأفة وإعانة ناطقها أضحى يرددها هؤلاء المتسولون طلبا للصدقة. وأثناء تجوالنا بمدينة سليانة اعترضتنا امرأة تضع لحافا أبيض على رأسها ماسكة بيدها بطاقة اعاقة لتتقدم منا وبدموع تسيل طلبت ثمن تذكرة الى معتمدية الروحية وراحت تصب جام غضبها على العمدة ورئيس الشعبة اللذين لم يمدا لها يد العون وبمجرد نطق كلمة رئيس الشعبة ذكرناها أنها لم تعد توجد بعد الثورة حينها تركتنا مسرعة لأن أمرها انكشف وأن غايتها التسوّل ليس طلب اعانة عاجلة والمتمثلة في عودتها الى مسقط رأسها. شيخ تجاوز العقد السابع من عمره كان يحتسي مشروبا بأحد المقاهي وبمجرد خروج المصلين تظاهر بعدم قدرته على المشي ليطلب شفقة من أحدهم وقد حصل عليها فعلا، الأمر لم يقتصر على الشيوخ فحتى الشبان والصبية امتهنوا سلوك التسول وكل اناء بما فيه يرشح هذا يريد شراء دواء لأمه وآخر يريد اعالة اخوته وصبي لم يجد ثمن قوة يومه وما يزيد في الغرابة أن فتاة قدمت الى مكتبنا تبحث عن شغل وأوضحت أن والديها توفيا منذ كان عمرها خمس سنوات لما كانت تقيم في فرنسا وأن عمها الوحيد من أصل فرنسي توفي بدوره وشقيقها قتل منذ خمس سنوات، ولما تأكدت أن مكتبنا يخص ميدان الصحافة طلبت اعانة مادية لتفعل الشأن نفسه مع بائع للملابس الجاهزة... لنكتشف لاحقا أن دأبت على السلوك منذ ما يزيد عن السنة وكما أن والديها يقطنان بجهة مكثر وأنهما على قيد الحياة، واجمالا فإن هذه الظاهرة كانت متفشية في العاصمة والمدن الراقية لتتحول نحو المدن الداخلية وهو ما لمسناه في الآونة الاخيرة في ولاية سليانة والسؤال الذي بات مطروحا أين الجهات المختصة للحد من هذه الظاهرة التي تتفشى بشكل لافت من يوم الى آخر علما وأن جل المتسولين... بأصنافهم وباختلاف شرائحهم العمرية انتهجوا هذا السلوك ليس طلبا للحاجة انما اختاروه لأنه يسير في كسب المال دون عناء.