ثمن حزب الخضر للتقدّم في بيان له عاليا حملات الإغاثة التي قامت بها العديد من فعاليّات المجتمع المدني ومن المواطنين في إطار اجتهادات ومبادرات أفراد ومجموعات عبر كامل البلاد غير أنّ المدّ التضامني المعهود لدى شعبنا الأبيّ لا يُلغي بأيّ حال من الأحوال واجب الحكومة تجاه المواطنين وتجاه المناطق التي عانت ويلات الحرمان والتهميش والإقصاء. وأشار الحزب إلى ضرورة إدراج معضلة الاحتباس الحراري ضمن الأولويّات الحكوميّة والوطنيّة وأخذ التدابير اللازمة من أجل وضع الخطط الكفيلة لمواجهة اختلال العوامل المناخيّة. إذ تفيد كافّة الدراسات العالميّة والمحليّة أنّ دول الجنوب وعلى رأسها الضفّة الغربيّة للمتوسّط (أي البلدان النامية التي تفتقر إلى إمكانيّات مجابهة ظاهرة الاحتباس الحراري الخطيرة والتأقلم مع مستلزماتها) ستكون الأكثر عرضة جرّاء التقلّبات المناخيّة سواء عبر ارتفاع معدّل درجات الحرارة صيفًا أو كثرة تساقط الأمطار والثلوج وموجات البرد والرياح شتاءً أو تواتر الكوارث الطبيعيّة والمناخيّة، كلّ ذلك نتيجة تزايد نسبة الغازات في الهواء. وقال أنّه من المنتظر أن يكون للاحتباس الحراري انعكاسات جمّة على توازن النظم البيئيّة وعلى صحّة الإنسان أينما كان ولا يمكن بأيّ حال من الأحوال تجاهل التدهور البيئي والإيكولوجي على الصعيد الوطني والعالمي خاصّة وأنّ تأثير الكوارث الطبيعيّة على الإنسان تفاقم بمعدّل خمسة أضعاف خلال الثلاثة عقود الأخيرة في ظلّ تنامي «ظواهر جويّة متطرّفة» مثلما أجمع على تسميتها علماء المناخ. ودعا الحزب في بيانه جميع الأطراف والفاعلين السياسيين والإقتصاديين والإيكولوجيين والإعلاميين إلى ضرورة نشر الحسّ البيئي وإذكاء وعي الرأي العام حول ضرورة الانكباب على الملفّات البيئيّة الملحّة وكيفيّة التعامل مع الكوارث الطبيعيّة والمناخيّة، ودعوة الحكومة المؤقّتة إلى التسريع في اتّخاذ التدابير الوقائيّة للحدّ من آثار الأزمة المناخيّة وتوفير أجهزة الإنذار المناخي المبكّر والسهر على أقلمة النظم الإيكولوجيّة والقطاعات الاقتصاديّة التونسيّة مع واقع التقلّب المناخي إضافة إلى الإسراع في وضع استراتيجيّة متكاملة من أجل مجابهة خطر الفيضانات المرتقبة مع إعادة ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الثلج بالشمال الغربي. وذكر البيان أنّ حزب الخضر للتقدّم تلقّى بأسف شديد نبأ وفاة مواطنين تونسيين جرّاء موجات البرد التي تعرفها منطقة الشمال الغربي للبلاد وتساقط الثلوج الذي أدّى إلى عزل مدينة عين دراهم وغيرها من القرى والأرياف، في ظلّ غياب إجراءات سريعة وملائمة لمجابهة الظرف المناخي القاسي. ويعبّر الخضر أيضا عن عميق أسفهم لبعض التصريحات لأعضاء الحكومة التي عكست ضربا من عدم الاكتراث الفعلي لمصير المواطن التونسي الذي هبّ وانتفض لأجل التمتّع بحقوقه الضامنة للكرامة والحريّة والإنصاف وتكريس مبدإ العدالة الاجتماعيّة بأبعادها المدنيّة والمواطنيّة. كما يعبّر عن استغرابه لتعاطي الحكومة البطيء مع هذه الأزمة الطارئة وعن عدم تفاعلها السريع والإيجابي مع مقتضيات الوضع العصيب من أجل فكّ عزلة المناطق المتضرّرة وتعبئة الموارد اللازمة وتأمين المؤونة من مواد غذائيّة وقوارير الغاز والمحروقات إلى جانب توفير اللوجستيّة الصحيّة الملائمة والأدوية المناسبة لمعالجة الأمراض المزمنة والأخرى الناتجة عن تغيير الطقس وبرودته وما يمكن أن ينجرّ عنها من مخلّفات على صحّة المواطن إضافة إلى تأمين عودة التيّار الكهربائي بطريقة مسترسلة.