بحضور جماهيري مكثف غطى كامل مساحة «الجامع الكبير» بسوسة و أجزاء كبيرة خارجه ألقى الدكتور والداعية الإسلامي المصري وجدي غنيم محاضرة يوم أمس أبرز في مفتتحها مكانة ودور الإسلام في الحياة البشرية باعتباره النعمة الكبرى التي منّ بها الله سبحانه وتعالى على الإنسان. كان الدكتور وجدي وفيا لطرافته المعهودة حيث أكد: «لست في خطبة من يدري ربما يؤوّل العلمانيون مجيئي بأننا قمنا بتقديم خطبة الجمعة إلى يوم الاثنين»، وبارك الدكتور الثورة التونسية مضيفا بالقول «من كان يتصور أن بن علي الذي حارب الحجاب والنقاب هو الآن فار في بلد النقاب السعودية وزوجته أصبحت منقبة بنية الاختفاء عن الناس». تطبيق الشريعة الإسلامية واجب مقدس «مثلما كانت تونس سباقة في الثورة فستكون كذلك في تطبيق الشريعة الإسلامية ومثلما اقتدت بكم العديد من الدول في الثورات فإنها ستقتدي بكم في تطبيق الشريعة الإسلامية» هكذا خاطب الدكتور الحاضرين بكل حماس مضيفا «الإسلام قادم ولو كره الظالمون واقسم بالله على ذلك ودليلي هو القرآن الكريم ومن يكره أهل الإيمان هو ليس بمؤمن ولابد من بيان الشريعة قبل تطبيق الحدود وشروط الحكم بالشريعة هي الحق، العدل، الحرية وحد الكفاية بمعنى أن لا يبقى محتاج في المجتمع بجعل أجرته مناسبة لمصاريفه واحتياجاته الحياتية وهنا تكمن العدالة»، وشبّه الداعية غنيم تطبيق الشريعة بالمنزل الكبير وحدود الشريعة بسور هذا المنزل واصفا بالقول: «وجب تعلية السّور في مرحلة أولى ثم إحاطته بسلك شائك ثم كهربة السلك وأخيرا وضع كاميرا لمزيد حماية هذا المنزل هنا سيغضب السارقون لا غيرهم ،فهكذا يكون تطبيق الشريعة بحماية حدود الله فمن وفرنا له ضروريات الحياة الكريمة ثم يسرق حينها نقصّ يده وعندما نؤمّن حياته الزوجية والعاطفية ثم يزنى فنجلده وبالتالي لا يخاف في هذه الحالة إلا المفسد وأعداءّ الشريعة الإسلامية فهم الذين يريدون قانون الغاب و الانحراف الأخلاقي أما المؤمن الحقيقي لا يخاف من تطبيق الشريعة لأنه نظيف». وحدة الصفوف واحترام الأولويات دعا الدكتور وجدي إلى توحد الصفوف وتجنب الاختلافات الفقهية مؤكدا بالقول «يختلف العلماء ولكن لا تختلف الأمة فلنا أولويات في عصرنا الراهن لا يجب الوقوف عند مسائل من نوع هل أن فخذ الرجل عورة أم لا وغيرها من الأمور الفقهية التي وإن اختلف فيها العلماء فلا يجب أن تكون دافعا للصراعات بيننا فهناك قضايا أهمّ لابدّ من تسخير الطاقات لتحقيقها فأعداء الدين يتربصون بالمؤمنين ويبثون الفتن و التأويلات الخاطئة.» بلبلة قبل المحاضرة حصلت قبل وصول الداعية وجدي غنيم بعض المناوشات أمام «الجامع الكبير» بين مجموعة من المتوجهين إلى حضور المحاضرة وبعض الأشخاص منهم المنتمين إلى الشق اليساري حيث رفع هؤلاء لافتات تندد بحضور الدكتور وجدي ووصفته ب«مطهّر النساء» واشتدت المناوشات أكثر بين المنددين وبعض أصحاب المحلات التجارية هناك خاصة حيث أجبروهم على مغادرة المكان لأنهم يعيقون مداخل محلاتهم ،فيما توزعت في أمكنة أخرى مجموعات للنقاش حول مسائل أثارها الداعية غنيم في مداخلاته التلفزية . كما شهدت الساحات المحيطة بالجامع الكبير حضور أعداد كبيرة من ممثلي المجتمع المدني و المنظمات أغلبهم من النساء عبروا عن رفضهم لأفكار وجدي غنيم و اتهموا الحكومة بجلبه مقابل مبلغ مالي يقدر ب 20 ألف دولار في حين يرى شق آخر من المعارضين أن قدوم غنيم إلى تونس الهدف منه تلهية الشعب عن عجز الحكومة في تجاوز الصعوبات التي تمر بها البلاد و رفع البعض الآخر عدة شعارات تنادي بالحفاظ على مكاسب المرأة و تحفظ لها حقوقها من بينها شعار ديقاج.