و في نفس السياق سعت «الشروق» الى الاتصال بالمخرج التلفزيوني القدير محمد الحاج سليمان بوصفه رئيس لجنة قراءة الاعمال الدرامية التلفزيونية تعقيبا على رفض هذه اللجنة لسلسلة «المفتش خليفة» التي رشحها الممثل لمين النهدي لشهر رمضان. تحدث الينا المخرج محمد الحاج سليمان معبرا في البداية عن استغرابه الشديد من هذا التصرف الذي أتاه لمين النهدي... تصرف لم يكن يعلم به الا هذا الصباح (صباح أمس) على حد تعبيره. وقال محمد الحاج سليمان: لست مغرما ب«الفايسبوك»... وقد يكون هذا تقصيرا مني... وفوجئت بتداول خبر دخول لمين النهدي في اضراب جوع بسبب رفض «المفتش خليفة»... في حقيقة الأمر لم أنتظر مثل هذا الموقف... ولماذا لمين النهدي بالذات. وبين محمد الحاج سليمان: تتكون لجنة قراءة الأعمال الدرامية من 6 أفراد مشهود لهم بالمهنية والحرفية... وتعمل هذه اللجنة على قراءة كل الأعمال المترشحة ثم تعقد جلسة يتم خلالها تبادل الآراء والاتفاق على الأعمال التي تتوفر فيها كل شروط العمل الدرامي المقنع. وأؤكد هنا والكلام لرئيس لجنة الانتقاء أننا تعاملنا مع نصوص ولم نتعامل مع أسماء... وللأسف فإن عمل لمين النهدي لم يلق القبول لدى أفراد اللجنة لأسباب موضوعية ومنطقية رفعناها الى الادارة العامة لمؤسسة التلفزة التونسية في تقرير مفصل. سي محمد... هل تكشف لنا البعض مما تضمنه هذا التقرير بخصوص «المفتش خليفة»؟ لم يرق عمل «المفتش خليفة» الى درجة الفكاهة المقنعة... المواقف الهزلية التي تضمنها هذا العمل لم تكن مبنية «على ضمار»... بل هي تهريج... والشخصيات تتعارض مع المنطق والمعقول من الأشياء... بعبارة أخرى هناك بون شاسع بين الواقع واللا واقع... فالعمل فيه من السذاجة والتمطيط الممل الشيء الكثير...». وإني أسأل لمين النهدي عن طريق جريدة «الشروق» لماذا لم يضرب عن الطعام عندما رفض منذ عامين عمله التلفزيوني «بياع الوهم»... وكنت شخصيا ضمن أعضاء اللجنة التي نظرت في تلك الأعمال... لم ينبس في تلك السنة ببنت شفة... واليوم يقيم الدنيا ولم يقعدها بعد رفض «المفتش خليفة». ما يلفت الانتباه أن لجنة القراءة أجازت عملا وحيدا... في الوقت الذي تحدث فيه الكثير عن موافقة على مشروع علي منصور...؟ وهناك أيضا عمل للكاتب عبد الحكيم العليمي وبالنسبة لمشروع علي منصور أقول ان هذا العمل قابل للاصلاح واعادة كتابته بتنقيته من عديد الشوائب. وختم محمد الحاج سليمان هذا اللقاء معه بالتأكيد ان الاقتصار على اختيار عمل وحيد هو «أبناء الكاباس» ما كنا نتمناه أو نبغيه كلجنة انتقاء... لقد كنا نمني النفس باجازة أكثر من عمل لكن ما باليد حيلة...