على إثر ما راج مؤخرا من نقاشات وجدالات وصلت حدّ المناوشة وتبادل الاتهامات والشعارات الاستفزازيّة بين فئات من مجتمعنا التونسي بسبب زيارة أحد الدعاة المصريين لبلادنا وإثارة مواضيع هامشيّة وقع الترويج لها إعلاميّا بكثافة من أجل إبرازها للعموم وجعلها قضيّة الساعة، فإنّ حزب التحالف الوطني للسلم والنماء، وإذ يهيب بشباب الثورة الوقوع في مثل هذه المنزلقات التي لا تؤدّي إلاّ لمزيد التفرقة وشرخ وحدة المجتمع والشعب التونسي، فإنّه يدعو شباب البلاد والإعلام التونسي وجميع مكوّنات المجتمع المدني إلى مزيد التحلي بالرصانة والتسامح وعدم الوقوع في منزلق الفرقة والتعصّب والعنف بجميع أشكاله. كما ندعو الجمعيّات والأطراف التي تعمل على استدعاء العلماء والدعاة إلى البلاد بتجنب دعوة ضيوف يتطرقون لمواضيع هامشية تبث الفتنة و لا تراعي خصوصيّة مجتمعنا التونسي وثقافته العربيّة الإسلاميّة ومنهج جامعته الزيتونيّة، مؤّكدين في ذات الوقت على حق حريّة التعبير بالطرق السلميّة لكافّة المواطنين التونسيين وحسب ما يكفله القانون دون بث الكراهية أو التحريض على العنف. كما نؤكّد في ذات السياق حق كلّ الدعاة والعلماء في زيارة تونس وذلك على اعتبار امتدادها التاريخي والجغرافي في بعدها العربي الإسلامي بشرط الالتزام بوسطية واعتدال ديننا الحنيف والمذهب الفقهي المالكي المتّبع في بلادنا مع قبول ومراعاة جميع الاختلافات الفقهيّة الحاصلة دون تعصّب أو مذهبيّة قد تؤدي للفرقة والعنف.