أسلم الشهيد محمد بن رمضان الروح أمس الاول ولم يتجاوز من العمر 32 سنة وهو أحد جرحى الثورة.. وقد عانى لأكثر من سنة من الإهمال.. ودّع محمد بن رمضان الحياة تاركا وراءه أرملة عاطلة عن العمل وثلاثة يتامى تتراوح أعمارهم بين 10 و4 سنوات بلا معيل.
انتهت مأساة الشهيد محمد بن رمضان بعد ان قضى أكثر من عام يبحث عن مستشفى يأويله ويخفف من آلامه فقد كان يتنفس بواسطة جهاز تنفس اصطناعي على مستوى الحلق، وكان في كل مرة تداهمه نوبة صعوبة التنفس تنقله أسرته التي تقطن في ريف معتمدية الميدة التابعة لولاية نابل. وهو ما حدث أول أمس فتوفي الشهيد بسبب أزمة ضيق تنفس قبل ان يتم اسعافه. عائلة الشهيد منهم زوجته نورة بن علية وشقيقه ورئيس الرابطة التونسية للدفاع عن جرحى الثورة السيد سليمان الحاجي يتّهمون الحكومة بالتقصير في حق هذا الشهيد فقد طرقوا كل الأبواب لمساعدتهم على علاجه أو تأمين رعاية صحية في مستشفى تتوفر فيه التجهيزات لإسعافه كلما تعرض لأزمة تنفس لكن هذا المطلب لم يلق آذان صاغية. ويضيف سليمان الحاجي لقد نبّهنا الحكومة عدة مرات لمثل هذه الحالات المستعجلة. كما تحدّثنا الى السيد سمير ديلو وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية وتحدثنا الى رئيسي الحكومة والدولة ووعدونا بعلاج جرحى الثورة في تونس وفي الخارج لكن لم يلتفت أحد الى محمد بن رمضان ولا أدري ما المانع.. فصورة عائلته أبلغ من اي كلام إذ أن أبناءه يعيشون ظروف صعبة كما لا يملكون منزلا وهم يقيمون على سبيل الإحسان في منزل قريبه واليوم أصحبوا بلا عائل. ويضيف المؤسف انه يوم وفاته لم يكلف أحد خاطره بعزاء العائلة باستثناء مكالمة هاتفية من المجلس التأسيسي للعزاء...وتتذكر الزوجة ظروف الحادث الذي تعرض له زوجها ذلك العامل اليومي يوم 18 جانفي 2011 اذ كان في طريقه لجلب الدواء لابنه الصغير الذي ارتفعت حرارته لكن سيارة مشبوهة تعمّدت صدمه في أحد الحواجز التي أقامها «لجان الأحياء» قصد حماية حيهم ومنذ ذلك اليوم والمتضرر يعاني من شلل نصفي أفقده الحركة والكلام وحتى القدرة على التنفس الطبيعي... وبعد اقامته لشهرين في الانعاش تم اعادته الى أهله دون متابعة وعبثا حاولت زوجته ان تخفف من آلامه بالحرص على أن يقيم في مستشفى تتوفر فيه التجهيزات اللازمة لأنها في كل مرة تواجه الرفض وحتى المعاملة القاسية من بعض الإطارات. لكن هل تتدخل الحكومة الشرعية والمنتخبة، حكومة ما بعد الثورة وتنقذ هذه الارملة وأبناءها الذين فقدوا عائلهم الوحيد... هل تتدخل لتأمين حاجياتهم من تعليم والمسكن اللائق والحياة الكريمة أم أنهم سيلقون نفس الإهمال الذي لقيه من قبلهم والدهم الشهيد؟!