اختار رئيس الجمهورية الجديد الدكتور المنصف المرزوقي ان يفتتح دورته بمبادرات رمزية تمثلت في زيارة عائلات شهداء كامل العقود الماضية ورموز من النضال من اجل الحريات والاصلاح والديمقراطية. وبعد زيارته عميد المناضلين الحقوقيين المحاكم بالسجن والاعدام مرتين علي بن سالم في بنزرت وعائلة الشهيد احمد الورغي في الكرم، قام رئيس الجمهورية بلفتة رمزية لعائلات شهداء التعذيب والاهمال في السجون من خلال زيارة عائلة الشهيد سحنون الجوهري عضو الهيئة المديرة لحقوق الانسان سابقا واحد ابرز ممثلي القسم الفرنسي في منظمة العفو الدولية بتونس مطلع الثمانيانات وهو قيادي سابق في حركة الاتجاه الاسلامي ثم حركة النهضة. كان اللقاء في بيت الشهيد سحنون الجوهري في الدندان حيث جلس الرئيس المنصف المرزوقي إلى ارملة الفقيد الدكتورة عواطف بن سعد وابنائه عطاء الله وامان الله وسلسبيل وشقيقي المناضلين الحقوقيين الاسعد وعلي الجوهري.. والشهيد سحنون بن محمد الجوهري من مواليد 21 أكتوبر1953بتونس إشتغل أستاذ تربية إسلامية بعدد من المعاهد الثانوية بتونس.
حفظ مبكرا القرآن الكريم كاملا..
وقد زاول مهنة الصحافة المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية في عدد من الجرائد والمجلات التونسية من بينها : جريدة الرأي مجلة المعرفة مجلة المجتمع جريدة الفجر.. وكان الجوهري حوكم غيابيا بالسجن لمدة أربع سنوات عام 1981 ثم حكم عليه بالسجن ثانية بعشر سنوات أمام محكمة أمن الدولة في صائفة 1987 كما شملته ثالث أعنف حملة اعتقالات في1991 ومحاكمات صائفة 1992.. مارس عليه السجانون بعيد إعتقاله عام1991ألوانا من العذاب إنتقاما وتشفيا حتى تدهورت حالته يشكل خطير جدا عام 1994 وتطورت إلى حالات إغماء وفقدان وعي وكان ذلك في سجن المهدية. وكان الجوهري من بين مئات السجناء السياسيين الذين حرموا من حق العلاج رغم تدخلات زوجته الطبية ونشطاء حقوق الانسان الى ان تسبب الاهمال في تطور داء القرح الى سرطان قاتل تسبب في وفاته يوم 26 جانفي 1995. عسى ان تكون الزيارة الرمزية التي قام بها رئيس الجمهورية الى بيت الشهيد سحنون الجوهري اشارة الى كل عائلات الشهداء والجرحى والمساجين السياسيين والنقابيين.. على ان تعبأ كل الطاقات للاصلاح والبناء وفاء للمبادئ والشعارات التي ناضلوا من اجلها.. ودفعوا مع عائلاتهم دماء ودموعا ثمنا لها..