يعيش النجم الساحلي فراغا قانونيا خطيرا منذ استقالة الأعضاء المنتخبين من الهيئة المديرة وبقاء رئيس الفريق السيد حافظ حميد وحيدا مع بعض الاداريين في مواجهة المتطلبات اليومية وهو ما أفرز خوفا وارتباكا شديدين في صفوف الاحباء الذين لم يروا فريقهم سابقا رهينة لمثل هذا الوضع الكارثي.
هيئة النجم أصبحت قانونيا منحلة رغم تأكيدات الرئيس الحالي على استمراريته في منصبه والحكمة تقتضي من الجميع التعامل مع هذه الوضعية بعقلانية وتغليب مصلحة الفريق على المصالح الشخصية وقد جاءت تصريحات الأنصار وقدماء اللاعبين ورجال النادي لتصب كلها في اتجاه التأكيد على ضرورة تدخل حكماء النادي سعيا الى انقاذ النجم الذي أصبح كيانه مهددا بالفعل وفي هذا الاطار علمت «الشروق» من مصادر جديرة بالثقة أن اتصالا تم بين السيد عثمان جنيح والسيد حمادي المستيري الرئيس السابق للفريق أكد خلاله جنيح على رغبته في أن يقنع هذا الأخير السيد معز ادريس بالعودة الى تحمل مسؤولية رئاسة النجم خلال الفترة المقبلة وتجميع كل الطاقات من أجل وضع الجمعية على سكة النجاح والتألق ولم الشمل وتوحيد الصفوف ونبذ الخلافات وتوفير سبل الدعم المناسبة ماديا ومعنويا وهو تحرك يندرج بالطبع في اطار المساعي التي بدأ كبار النادي في بذلها لتجاوز المشاكل القائمة حاليا.
المعطيات التي بحوزة «الشروق» تشير الى أن السيد معز ادريس غير راغب مبدئيا في العودة الى رئاسة النجم وهو الذي غادر المسؤولية بجرح كبير معنويا ورمزيا لكن المعدن الثمين للرجل وقناعة الكثيرين من حوله بضرورة تعاليه على الجراحات والخلافات الماضية اضافة الى الحركة الرشيقة للسيد عثمان جنيح الذي يدرك كغيره من كبار النادي خطورة الوضع الحالي قد تكون عوامل مساعدة على دفع ادريس نحو رفع التحدي من جديد والبحث عن صيغة توفيقية تجمع كل الفرقاء دون تنكر لمجهودات الرئيس الحالي حافظ حميد الذي اجتهد ونجح في أشياء وأخطأ في أمور أخرى من بينها التصريحات الجارحة التي لم يتعود عليها فريق عريق مثل النجم الساحلي
بعض رجالات النجم الذين اتصلوا ب«الشروق» يؤكدون أيضا على ضرورة
نزول الدكتور حامد القروي الى الميدان مرة أخرى للعب الدور التاريخي المنوط بعهدته في هذه المرحلة كما طالبوا الأحباء بعدم التورط في لعبة الانقسامات والتحلي بالوحدة فالأشخاص عابرون والنجم باق وهو ملك أبنائه داخل وخارج تونس وهو كذلك ملك كل الرياضيين التونسيين وعنصر أساسي في اشعاع الرياضة الوطنية. ما يتمناه الجميع حسب ما أكد عليه رجال النادي الذين اتصلوا بنا أمس هو ايقاف نزيف الفرقة والتصريحات المضرة وترك الخلافات الشخصية جانبا والالتفات الى مصلحة النجم وحتى ما نسب للسيد عثمان جنيح من أنه لا يدعم شخصا بعينه لانقاذ الفريق من الأزمة الحالية فلا معنى له في الواقع بما أن المسألة ليست شخصية كما قلنا انفا وانما هي مرتبطة بمدرسة رياضية وتربوية عملاقة وبصرح رياضي كبير يحتاج في هذه الأوقات الى جهود كافة أبنائه قبل فترة قصيرة من التحديات التي تنتظره محليا وقاريا.