من بعيد تتراءى غابة زياتين مدينة نصر الله بخضرتها فتضفي على المدينة الهادئة سحرا وجمالا مصدره الرئيسي وجود عين رومانية هي العامل على استقرار السكان، نظرا لما توفّره هذه العين من مصدر يستحق الحياة، لكن انقطاع مياه العين أضر بالزياتين. غابة الزياتين التي يقدر عددها بثلاثين الف زيتونة مثلت على مر السنين التراث الفلاحي للجهة منذ عهد الرومان الذين استوطنوا فيها إلى حد قدوم الوسالتية الذين لجؤوا اليها وأضافوا لها أنواعا من الزياتين مما جلبوه معهم من جبل وسلات فأسهم في ثراء وتنوع هذا المخزون البيئي ليصبح متحفا يشهد على التنوع البيئي بالمنطقة.
بين التراثي والاقتصادي
عرفت المنطقة منذ سنوات حالة خاصة من الجفاف مع استغلال غير مسبوق للمياه الجوفية سواء كان للري أو لتوفير الماء الصالح للشرب. وفي المقابل بدأ منسوب مياه العين يضعف شيئا فشيئا محدثا اضطرابا في عملية ري غابة الزياتين التي نظمها الأوائل بطريقة التناوب. الشيء الذي جعل الفلاحين يطلقون صيحة الفزع وصاروا يخافون على تأثر منتوجهم بهذا الجفاف. وتأثر الموروث الحضاري. كما ان البعض أبدى مخاوفه من حدوث كارثة بيئية جراء هلاك الزياتين وهي التي تعد أحد أهم سمات المشهد الطبيعي والتراثي للمدينة. كل هذا دعا الجميع لايجاد الحلول العاجلة لانقاذ هذه الثروة.
جمعية حماية الزياتين
بعد جهود مكثفة فردية وجماعية لابلاغ هذا الموضوع إلى السلط المعنية عبر عرائض ومطالب وجلسات عمل، تمخضت حلول مختلفة منها تكليف مكتب دراسات مختص لبحث أسباب انقطاع تدفق مياه العين ومنها كذلك إقامة حفرية عميقة داخل الغابة للقيام بعملية الري. الا ان الإدارة مازالت منذ ما يقارب الثلاث سنوات لم تف بوعودها ولم تنفذ التزاماتها لأسباب عديدة يجهلها المواطن الذي اصبح يرى أمام عينيه عطش زياتينه وقلة منتوجه وقد أعيته الحيلة لتجاوز هذه المحنة.
مجموعة من الشبان قرروا بعث جمعية لحماية غابة زياتين نصر الله قصد التعويل على مجهوداتهم لإنقاذ ما يمكن انقاذه تراثيا وبيئيا واقتصاديا. فهل ترى هذه الجمعية النور وتجد الدعم والمساندة من قبل الجهات المعنية.