ما الّذي يقف خلف انقسام «جبهة 14 جانفي» وغياب عدد من مكوناتها عن الاجتماع الشعبي المقرّر اليوم ببورصة الشغل بالعاصمة للإعلان عن «الجبهة الشعبية 14 جانفي» والتي انضمّ إليها إلى حدّ الآن خمسة أحزاب فقط من مكونات «الجبهة» التي رأت النور مباشرة إثر 14 جانفي 2011؟ تناقلت العديد من المواقع والجلسات أنّ السبب في ما حصل يعود إلى خلاف بين السيّدين حمّة الهمامي الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي وشكري بلعيد الناطق الرسمي باسم حركة الوطنيين الديمقراطيين. ووفق مصادر مطّلعة اتّصلت بها «الشروق» فإنّ الخلاف بين حزب العمال الشيوعي التونسي وحركة الوطنيين الديمقراطيين «الحود» يعود في بداياته الى الموقف من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة عندما كانا في جبهة 14 جانفي تمت دعوة المكونات من طرف الهيئة للانضمام إليها فتم اتخاذ قرار في الجبهة بعدم المشاركة غير ان حزب العمل الوطني الديمقراطي «العود» و«الحود» وحزب الطليعة خالفوا تلك المقررات مما أثار غضب حزب العمال على تلك المجموعة. وبعدها جاء مؤتمر طبرقة لاتحاد الشغل فتمسك حمة الهمامي بأن يكون في القائمة الوفاقية عضوين عن حزب العمال أسوة بتمثيلية حركة الشعب (القوميين) فرفض كل من «الحود» و«العود» المقترح وتمسكا بأن تكون التمثيلية بواحد عن كل طرف وهو ما نتج عنه ملاسنات واعتداءات بالعنف بين عدد من أنصار الحزبين وقد أصدر حمة بيانا اتهم فيه «الحود» بالوقوف وراء عدم تمثيل حزبه بعضوين في القائمة الوفاقية آنذاك. وبعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ومؤتمر اتحاد الشغل أرادت بعض الأطراف إعادة إحياء جبهة 14 جانفي لكن حزب العمال رفع الفيتو ضد حركة الوطنيين الديمقراطيين وحزب العمل على خلفية موقفهما فيما يتعلق بالقائمة الوفاقية لمؤتمر الاتحاد وقد رفضت حركة الشعب أيضا الانخراط في الجبهة التي سيتم الإعلان عن تشكيلها اليوم في ظل اقصاء بقية مكونات الجبهة أي «الحود» و«العود» والطليعة وان الجبهة ان قدر لها ان تحيا فلابد ان يتم ذلك بمختلف المكونات التي ولدت بها كما رفضت الحركة إعادة إحياء الجبهة دون حزب العمال وحركة البعث. وأكدت مصادر مطلعة ل«الشروق» ان حركة الشعب تقوم بوساطة بين الطرفين لرأب الصدع بينهما.