نظم نادي الصورة والسينما بدار الشباب جرجيس على امتداد أربعة أيام الدورة الثالثة للأيام السينمائية للفلم القصير عرضت خلالها 06 أفلام سينمائية حول المقاومة والهوية.
تضمن برنامج التظاهرة أشرطة سينمائية قصيرة تطرقت إلى الهوية والمقاومة تبعتها حلقات نقاش بإشراف بعض المخرجين التونسيين على غرار عبدا لله يحي والفيتوري بلهيبة وبحضور عدد من السينمائيين فضلا عن ورشات للهواة في الصورة والتركيب وعروض سينمائية تنشيطية خاصة بالأطفال وما ميز افتتاح هذه التظاهرة العرض الموسيقي لفرقة مجاز بجرجيس والمجموعة الفنية لمخيم اللاجئين بالشوشة من خلال مشاركة خمس بلدان ( السودان والنيجر والكمرون والبرتغال والصومال) تفاعل خلالها الجمهور مع نمط موسيقي ذوطابع إفريقي ومنحت الهيئة المنظمة الفرصة لشباب لاجئ ومهمش لتقديم عرض متميز جمعته لغة العالم بعد أن رمت به الأقدار على الحدود التونسية ليبدع , ومن ابرز الأشرطة التي تم عرضها ومناقشتها الفلم الوثائقي فلأقة 2011 للمخرج رفيق العمراني (52 دقيقة) وثق لاعتصام القصبة 1 والثورة التونسية وتطرق فيه مخرجه إلى التجاذبات السياسية التي انشغل بها التونسيون إثر رحيل المخلوع يوم 14جانفي2011 والمطالبة بحل الحزب الحاكم السابق وانتخاب مجلس تأسيسي وحل الحكومة اعتصام استمر رغم الجوع والبرد والتهميش, ومن بين الأفلام التي شدت المشاهدين إليها بوستار غزة للمخرج خليل المزين مدته 25 دقيقة, عمل يلملم من الدمار مسمّاه نحوبوستار فني يعيد ترجمة ما حدث بعيون شابّة آملة مازالت تؤمن بدهشة الحلم في بلد مدمر ولكن غزة بكل أحداثها والحروب التي طالتها شدت انتباه العالم حتى تحوّلت لدار كبرى للعروض السينمائية ، ومن بين الأفلام المخصصة للهوية: Identités plurielles للمخرج فيتوري بلهيبة وأرواح محترقة للمخرج جهاد بن سليمان وثورة السرطانات وغيرها ,عدسة الكاميرا في هذه الدورة اخترقت الذات وحولت الشخصيات إلى مرايا تعكس الواقع والحلم, واقع جهة مهمشة غاب عنها دعم هؤلاء الهواة وأولئك المبدعين, دار سينما مغلقة منذ عقود جعلتها العصافير ملجأ لها ونادي سينما وحيد مقره دار الشباب يقدم برامج وأنشطة واعدة بإمكانيات محدودة لن تكون لولا حرص إدارة الدار على الإحاطة بأعضاء النادي ورواده ,ولكن الحلم يظل مشروعا لخلق أرضية للإبداع ولإرساء ثقافة سينمائية بالجهة .