تحت إشراف والي بن عروس والعقيد عبد الصمد بن جدو المدير الجهوي للحماية المدنية بالجهة وبحضور عدد هام من إطارات وأعوان الحماية المدنية تم مؤخرا الاحتفاء بتخرج المتربصين المتطوعين في عمل الإنقاذ والإسعاف والإغاثة. ودام تربص هؤلاء قرابة 15 يوما وذلك بمقر الإدارة الجهوية للحماية المدنية ببن عروس. المحتفى بهم 55 شابا وشابة ينتمون إلى الجمعية التونسية للتطوع الإنساني. «الشروق» التقت السيد حسونة الشايب رئيس الجمعية الذي بين بأن طبيعة عمل هذه الجمعية اجتماعية إسعافية تأسست في 12 مارس 2011 ومن أبرز أهدافها دعم تكوين المتطوعين في الإسعاف والإطفاء والإغاثة وذلك من خلال إقامة الندوات حول الحريات وحقوق الإنسان لنشر ثقافة التطوع بين أفراد المجتمع مع ايلاء الفئات الهشة برامج متابعة خصوصية ودعم شراكة مع جمعيات ومنظمات في المجالات الإنسانية. أما من الناحية الاجتماعية فقد تمثل تدخل الجمعية في إرسال قافلتين للمساعدات إلى مخيم الشوشة بالجنوب التونسي إلى جانب تجميع الملابس الصوفية والأغطية وتوزيعها على العائلات المحتاجة في جهة بن عروس .أما من حيث التربص فقد تضمن التكوين ، المبادئ الأساسية في الإسعافات الأولية والإطفاء إلى جانب التكوين في المجال العسكري .النقيب اسكندر الكملي أفاد بأن الفصل السابع من قانون إحداث الديوان الوطني للحماية المدنية عدد 121 لسنة 1993 ينص على إمكانية استخدام هذا الديوان لتكوين المتطوعين من المدنيين طبق قواعد وإجراءات تضبط بأمر وينتهي التكوين بإسناد شهادة الكفاءة في العمل التطوعي بعد قضاء مدة 96 ساعة من التكوين وتقع دعوة هؤلاء المتطوعين لاحقا للتعاون مع جهاز الحماية المدنية كلما اقتضت الحاجة إلى ذلك بصفة مباشرة أو عن طريق الجمعية ، كما وجه محدثنا دعوة إلى كافة أفراد المجتمع المدني بالجهة للانخراط في مثل هذه الجمعيات لما لها من قيمة في مؤازرة تدخلات رجال الحماية المدنية خاصة وأن جهة بن عروس تشهد حركة نشيطة على جميع المستويات فهي تشتمل على أكثر من 1600 مؤسسة صناعية إضافة إلى وجود أكبر ميناء تجاري بمدينة رادس والطريق السيارة تونسسوسة.الآنسة «علجية ترعي» موظفة بالوحدة المحلية للنهوض الاجتماعي بالمدينة الجديدة متطوعة متربصة عبرت عن شديد إعجابها بالتكوين الذي ترى أنه قدم لها عدة تقنيات في الإسعافات الأولية يمكن استغلالها في حياتها العامة أما الآنسة وفاء الروايسي ممرضة بمستشفى الحروق البليغة ببن عروس فقد أكدت على مدى أهمية هذا التربص الذي سوف يفيدها جدا على مستوى عملها اليومي كممرضة أما الآنسة فريدة الروايسي متحصلة على الأستاذية في المالية وتشغل خطة معلمة بصفة وقتية فهي تأمل مواصلة التربصات القادمة حتى تكون الاستفادة أعمق وأنجع لأن فترة التكوين الأساسي غير كافية لتملك التقنيات بشكل جيد أما الشاب حسن بن موسى طالب بالمدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية بمونفلوري فقد عبر عن استفادته من هذا التربص إضافة إلى ربطه لعلاقات جيدة مع أصدقاء وصديقات جدد وذلك من خلال أعمال الورشات فقد تمكن من كيفية رفع المصابين في حوادث المرور وتقنيات إطفاء الحرائق .أما الدكتور عبد الحميد الزائري أستاذ جامعي بالمعهد الأعلى لإطارات الطفولة بقرطاج درمش فهو مؤطر وعضو شرفي بالجمعية فهو يؤكد على ضرورة انخراط شبابنا في مثل هذه الجمعيات التطوعية لما لها من فائدة في تكوين الشخصية المتوازنة إضافة إلى إكساب شبابنا الروح الوطنية والتضحية من أجل البلاد وحب الغير فمثل هذه الأنشطة تحول القوة التواترية الهدامة إلى قوة بناءة فهو يعتبر هؤلاء الشبان كأنموذج يمكن الإقتداء به فلا نجد مثل هذه السلوكات إلا في أنماط الدول المتقدمة وبالمناسبة يتوجه الدكتور إلى الجهات المسؤولة لمساعدة الجمعية وذلك بمنحهم المقر السابق لشعبة التجمع المنحل بحي الصفاء حتى يتمكنوا من القيام بالتدريبات والأنشطة في مجال الإسعاف وبالمناسبة قدم المتربصون أمثلة حية وتطبيقات متنوعة في مجال الإسعاف والإطفاء والتنفس الاصطناعي ونقل المصابين ثم تم آداء القسم من طرف المتخرجين أمام الحاضرين واختتم الحفل بتوزيع جوائز على المتفوقين وإسناد شهادات تربص على كافة المشاركين .