رغم أن حجم الضرر الذي سببته الفيضانات الأخيرة شمل 04 آلاف هكتار من الحقول الفلاحية التي غمرتها المياه فإن فلاحي الجهة يحاولون بكل ما اوتوا من قوة إنجاح الموسم رغم التحديات التي تواجههم حتى تعمّ الفائدة الجميع. تنامى الأمل عند الفلاحين في المدة الأخيرة خاصة بعد نزول كميات هامة من الأمطار على الجهة خلال اليومين الماضيين وهي أمطار هامة لنمو وانتعاشة المزروعات التي بلغت مرحلة «تفريخ السنابل». وهي أمطار هامة تزامنت هذه الأيام مع عملية مداواة وصيانة على مرحلتين تمثلت الاولى في رشّ الحقول بالأمونيتر من أجل النمو والثانية في مداواة الأعشاب الطفيلية وهي مجهودات قال عنها عدد من الفلاحين أنها مضنية وتتطلب مصاريف إضافية في موسم أنهكتهم الكوارث الطبيعية وكثرة المصاريف أمام سياسة اللامبالاة من طرف السلط في مسألة التعويضات عن الأضرار وتواضعها مقارنة بالخسائر التي تكبدها الفلاح في فترات مختلفة من الموسم لم يكن بعضها في الحسبان . والملاحظة البارزة أن عملية المدواة والصيانة نشطت معها سوق بيع الأسمدة والأدوية وكذلك حركة النقل وقد سجلت محلات البيع نفادا للكميات في زمن قياسي مما استوجب الاستنجاد بكميات إضافية من المزودين هذا مع تواصل استقرار الأسعار وغياب نشاط السوق السوداء التي عادة ما تنشط في هذا الظرف بالذات . زيارات وإرشاد استعدادات الفلاح وحالة التأهب التي تشهدها الحقول بالجهة عامة جعلت فرق الإرشاد والتوجيه الفلاحي تتنقل بصفة دورية هنا وهناك مقدمة النصح والإرشاد حينا والتدخل أحيانا للمساعدة وتكاتف الجهود من أجل إنجاح الموسم ويتم التركيز على إرشاد الفلاحين حول الأسمدة المناسبة والأدوية كذلك واليقظة تحسبا لإمكانية إصابة الحقول ببعض الأمراض الفطرية التي عادة ما تظهر في مثل هذا الوقت بعد نزول الأمطار ( التبقع السبتوري – بياض القمح ...) لذلك تؤكد مصالح الإرشاد الفلاحي على أهمية المراقبة اليومية للحقول والاتصال للتثبت والإرشاد مع كل طارئ . نشاط بالمناطق السقوية تزامنا مع ما تشهده حقول الحبوب من حركة نشيطة فإن المناطق السقوية التي شكلت في المدة الأخيرة مصدر انزعاج عند الفلاح بعد قطع مياه الري بسبب المديونية عادت لها الحياة بصفة تدريجية من خلال الانطلاق الفعلي في زراعة وغراسة المنتوجات الصيفية من خضر وغلال قادرة حسب عدد من الفلاحين الذين التقتهم «الشروق» على إحداث المعادلة داخل الأسواق التي عرفت حركة جنونية غير مسبوقة في الأسعار ( البطاطا الجلبان الفلفل الطماطم ..). نجاح الموسم الفلاحي رغم العراقيل التي شهدها على امتداد فتراته يبقى رهن تظافر الجهود والتضحيات الجسام التي يقدمها كل المساهمين فيه بعيدا عن سياسة الحسابات ولي الذراع التي لا تنفع في شيء والأمل كل الأمل أن يتجند الجميع حتى نوصل الموسم إلى بر الأمان ونكسب الرهان رغم الصعاب .