تزامنت عودة الجماهير الى المهيري باطلالة جديدة للعنف بدءا ببعض محاولات الاقتحام للمستطيل الأخضر بعد هدف الكونغولي ايريك، إذ نجح بعض الحاضرين في التسلل الى أرضية الملعب
وسرعان ما تمّ التعامل معهم واحباطهم من رجال الأمن وعناصر «الستاديي» وتواصلت بعد المباراة في شكل اشتباكات محدودة لفترة قصيرة بين رجال الأمن ومجموعة من الجماهير في محيط الملعب وبعض الشوارع المحاذية.
رغم أنّ المباراة اتسمت بالفتور الى أبعد الحدود على الميدان إلاّ أنها كانت ساخنة منذ دقائقها الأولى ومصدر الحرارة كان على جانب الميدان من جهة بنكي البدلاء حيث أبرز المدرب الكونغولي وبعض المرافقين تشنجهم وسخطهم بطريقة مبالغ فيها عن تموقع الكوكي في مقدمة المدارج غير بعيد عن بنك البدلاء والملعب.
هذه الضجة امتدّت الى المدارج الرئيسية حيث يوجد عدد كبير من البعثة الكنغولية التي احتجّت بطريقة هستيرية وملاسنات كادت تتطور الى مشادات مع الجماهير القريبة منها والتي استاءت من هذه التصرفات، لكن سرعان ما تمّ تطويق الموقف ولملمة الأمور قبل أن تتطور نحو الأسوأ.
متاعب الكنغوليين تواصلت على امتداد الشوط الأول مثيرين عديد القلائل عبر التشنج المبالغ فيه وتبادل الاستفزازات مع الحاضرين وحاولت الجهات المسؤولة تهدئة الخواطر والبحث عن مكان آخر لها بين الشوطين على أنه تمّ الاحتفاظ بهم في القاعة الشرفية عند نهاية المباراة خوفا من أي احتكاك ومضاعفات خاصة بعد التوتر والاحتقان الذي خيّم على مدرجات المهيري والأجواء عموما في نهاية اللقاء في حين احتفل لاعبو اليوبارز مع الجماهير الأنغولية المتمركزة وراء السبورة التي لم تعد لامعة منذ الصائفة الماضية ولم تحرك الأطراف المعنية ساكنا.
ليس من باب التجني والاسقاط أو من زاوية التنبؤ والتوقعات أن ما حدث في نهاية مباراة «السي.آس.آس» هو سيناريو شبيه بما كان سيحدث في الملعب الأولمبي بسوسة لولا هدف الجزيري. هذا بالاضافة الى ما حدث في مدرّجات الترجي بين أبناء الجمهور واللون الواحد رغم الانتصار ولا بدّ من قراءة جيّدة كما حدث ويحدث في ملاعبنا والتي كلها تؤكد عدم جاهزية كل الأطراف لأن تعود الجماهير للمدرجات وأي حديث عن امكانية القطع مع الويكلو هو إما قراءة خاطئة أو ضرب من المغالطات وفي كل الحالات هو مجازفة بسلامة الجماهير التي تبقى الأهم.