سقط أمس عدة قتلى وجرحى جراء تبادل لإطلاق النار بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة على الحدود السورية التركية الأمر الذي أثار حفيظة أنقرة التي تعتزم وفق مصادر مطلعة إقامة منطقة عازلة حدودية وهو ذات المطلب الذي دعت إليه بروكسيل في وقت سابق من يوم أمس. وأفاد مسؤول تركي أن شخصين على الأقل قتلا وأصيب 11 آخرون أمس نتيجة إطلاق نار متبادل بين الجيش السوري النظامي ومسلحين من المعارضة على الحدود بين تركيا وسوريا.
إطلاق نار
ونقلت «سي أن أن تورك» عن محافظ مدينة «كيليس» قوله إن إطلاق النار بدأ بعد محاولة 100 مواطن سوري اجتياز الحدود السورية إلى التركية معتبرا أنهم دخلوا التراب التركي عند إطلاق النار.
وكانت وسائل الإعلام التركية قد ذكرت استنادا إلى ناطق باسم «الجيش السوري الحر» أن الجانب السوري فتح النار على مخيم لللاجئين بالقرب من «كيليس» مما تسبب في إصابة 3 أشخاص على الأقل.
وأكدت الخارجية التركية الحادثة معبرة عن استيائها للقائم بالاعمال السوري لديها مجددة مطلبها بوقف إطلاق النار. وتابعت وسائل الإعلام التركية أن حادثة إطلاق النار على مخيم اللاجئين من الجانب السوري تعتبر سابقة منذ اندلاع الأزمة في 15 مارس 2011.
وفي رواية ثانية مختلفة عن الأولى أورد المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات المعارضة قتلت ستة من قوات الأمن السورية و«مسؤولي الجمارك» في اشتباكات عنيفة بالقرب من الحدود الشمالية مع تركيا.
وأضاف المرصد, وهو جماعة معارضة مقرها بريطانيا, أن القتال وقع قرب قرية السلامة بالقرب من معبر حدودي بين بلدة «عزاز» السورية وبلدة «كيليس» التركية متابعا أن ثمانية من مسلحي المعارضة أصيبوا خلال الاشتباكات.
مرحلة جديدة
ومن المقرر أن يؤدي الموفد العربي الأممي المشترك كوفي عنان اليوم الثلاثاء زيارة إلى مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا حيث يلتقي مع عدد منهم ليبلور صورة أكثر وضوحا عن حقيقة المشهد السوري.
وعلقت الديبلوماسية التركية على الحادث وعلى الحراك الميداني المسلح الذي طال ترابها بالقول إن مهلة العاشر من أفريل التي حددها كوفي عنان لوقف إطلاق النار في سوريا تعتبر مهلة بلا جدوى مشيرة إلى أن «مرحلة جديدة» ستبدأ اليوم الثلاثاء.
ولم تحدد الديبلوماسية مرادها من «المرحلة الجديدة» إلا أن مصادر في المعارضة السورية أوردت أن تركيا حصلت على ضوء أخضر دولي لإقامة منطقة عازلة في حال فشل خطة كوفي عنان في سوريا.
حيث قال المعارض السوري عمار القربي إن تركيا حصلت على ضوء أخضر دولي من أجل إقامة منطقة عازلة آمنة بمجرد الإعلان عن فشل جهود الموفد العربي الاممي في سوريا.
وقال القربي : هناك مخططات احتياطية قابلة للتنفيذ في حال فشل خطة عنان تتشكل في ثلاث نقاط, الأولى إعلان منطقة عازلة على الحدود السورية التركية, الثانية طرد سفراء سوريا من 85 دولة في وقت واحد على الأقل, والثالثة دعم مباشر وكامل وعلني للمجموعات المقاتلة بالمال والسلاح.
وتوقع بأن يقوم مؤتمر «أصدقاء سوريا 3» حسب تسميته الذي ستستضيفه باريس بطرح مشروع شبيه بخطة «مارشال» لإعادة بناء سوريا على حد زعمه.
تدخل عسكري
في هذه الأثناء, أشارت بلجيكا إلى ضرورة التدخل الإنساني العسكري في سوريا إذا استمرت الممارسات الوحشية للسلطات وفق وصفها. وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز إن النظام سلك طريق الوحشية وثقتي في النظام تتراجع .. هناك خطة مطروحة مع مهلة تنتهي في العاشر من أفريل الجاري أي اليوم الثلاثاء وإذا لم يتم الالتزام فعلينا الانتقال إلى المرحلة التالية.
وتابع أنه سيتم التباحث في هذه النقطة خلال الاجتماع المقبل لأصدقاء سوريا المقرر في فرنسا.
وفي نفس الاتجاه دخل 17 شخصاً من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى المملكة الأردنية حيث تم التحفظ عليهم في أحد مخيمات إيواء اللاجئين السوريين، فيما اشارت صحيفة إلى أن هناك اتجاها حكومياً لإقامة منطقة عازلة حدودية لإيواء هؤلاء اللاجئين في حال تدفق أعداد كبيرة منهم.
ونقلت صحيفة «العرب اليوم» الصادرة أمس عن مصادر حكومية مطلعة لم تسمها «الحكومة الأردنية تدرس مقترحا بإيجاد منطقة عازلة حدودية بالاتفاق مع الحكومة السورية وبإشراف الأممالمتحدة لإيواء اللاجئين الفلسطينيين السوريين في حال تدفق أعداد كبيرة منهم باتجاه المملكة، أسوة بالمنطقة العازلة الخاصة باللاجئين الفلسطينيين في العراق».