شهدت الطريق الرابطة بين ولاية باجة و معتمدية عين دراهم، وتحديدا في نقطة عمدون من جهة باجة، أكثر من انقلاب لوسائل نقل ثقيلة بسبب خلل على مستوى جانبي الطريق وفق ما يؤكده بعض مستعملي هذه الطريق. ونحن في طريقنا إلى عمدون استوقفنا مشهد شاحنة وقد زاغت عن الطريق وهي في حالة ميلان ومجموعة من الناس يحاولون إعادتها إلى وضعها الطبيعي مستعينين بجرافة، ولقد تبين لنا على إثر حديثنا معهم أن السبب وراء الحادثة ليس خلل في الشاحنة ولا خطأ من السائق، ولكنه بسبب الطريق وأن هذه الحادثة هي الثالثة التي تقع بنفس الشكل، ويصف السيد أحمد الفاضل سائق الشاحنة ما وقع له بالقول أنه وبمجرد خروجه من المعبد أحس الأرضية تنزلق من تحت العجلات لتنقلب بعدها الشاحنة، في نفس السياق يصف الأهالي ما وقع لاحدى الحافلات التي تقل التلاميذ منذ ما يقرب من عشرين يوما عندما تنحت جانبا لإنزال بعضهم فانقلبت هي الأخرى عندما تزلزلت الأرضية تحتها، ونفس الشيء حصل لشاحنة قبلها، وعزا جميع من قابلناهم المشكلة إلى خلل فني خضعت له الطريق عند الإنجاز، حيث تمت إعادة تعبيدها في السنة الماضية ومازالت أشغالها لم تنته بعد رغم تعليقها الآن، ويقع الداء تحديدا عند جانبي الطريق عندما استعملت مادة هشة هي خليط من الحصى والتربة، مما جعلها عرضة لجرف الماء باستمرار، ولا تستطيع تحمل الأوزان الثقيلة فوقها مثل الحافلات والشاحنات، أما من جهة السلط المعنية فقد التقينا السيد توفيق رئيس فرع عمدون بإدارة التجهيز الذي وافانا بما مفاده إن المشكلة ليست متعلقة بخلل تقني ولكنها مرتبطة بالطريق بعدم إتمام الأشغال المتمثلة في عدم تجهيز الطريق بمجاري مياه بالخرسانة الإسمنتية وهي العملية الوحيدة التي تشد أرضية جانبيها وتمنعه من الانجراف بسبب الماء كما حدث في معظم منحدراته،وتجعل مادة هذه الأرضية التي يسميها «الماولى» حسب تعبيره تصمد تحت أي وزن وأما توقف الشركة عن العمل فهو عائد إلى نفاذ الميزانية المرصودة والمطلوب هو رصد ميزانية جديدة لاستكمال النقائص المتبقية منها بعض المسافات التي لم يشملها التعبيد بالخرسانة الإسفلتية.