يعيش قطاع النسيج والاكساء في تونس عموما وفي الساحل خصوصا جملة من الصعوبات والمشاكل التي تعيق سير العمل في أغلب المؤسسات الصناعية كما يشكو القطاع بأكمله من نقص كبير في اليد العاملة المختصة. في الوقت الذي تتصاعد فيه نسبة البطالة في صفوف حاملي الشهادات العليا وفي صفوف غيرهم من الشباب الجلسة العامة الاخبارية التي نظمتها غرفة النسيج والاكساء بالمنستير منذ ايام بأحد نزل الجهة اشرف عليها السيد جلول بوقيلة رئيس الغرفة وحضرها بقية الاعضاء بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وعدد من اصحاب المؤسسات الصناعية بولايتي المنستير والمهدية مثلت فرصة للحاضرين لتدارس واقع القطاع واستعراض جملة هذه الصعوبات والمشاكل التي تعترض المهنيين .
وتجدر الاشارة إلى ان غرفة النسيج والاكساء وبوصفها هيكلا جهويا مختصا تتابع عن كثب نشاط المؤسسات الصناعية وتدعمه باعتبار وأن قطاع النسيج يبقى الابرز من بين كل القطاعات لما يلعبه من دور كبير في التصدير وفي التشغيل ولاحتلاله صدارة القطاعات المعملية بالجهة.
وأشار المهنيون خلال الجلسة العامة الاخبارية إلى ان ثورة 14جانفي وضعت حدا للمنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تميزت بالفساد والاستبداد وإلى ان هذه المرحلة الانتقالية ما زالت لم تشهد بعد استقرار الاوضاع حيث تتواصل الاعتصامات وتتزايد مطالب العمال وهوما من شأنه أن يربك الصناعيين وخاصة الاجانب منهم وان يتسبب في اخلالهم بالتزاماتهم تجاه حرفائهم بما يهدد مستقبل القطاع.
المتدخلون من اصحاب المؤسسات الصناعية تحدثوا عن ارتفاع تكلفة المواد الاولية واحتداد المنافسة مع بعض البلدان على غرار تركيا والمغرب كما تحدثوا عن قانون الشغل وقانون الضمان الاجتماعي والمنظومة الجبائية والديوانة ومنظومة التكوين المهني ولعل من ابرز النقاط التي كانت محور حديث الصناعيين هي ضعف مستوى المتخرجين من مراكز التكوين في مختلف الاختصاصات من تقنيين وميكانيكيين وغيرهم فهؤلاء يفتقرون إلى الخبرة الميدانية التي تساعد على تطوير العمل داخل المؤسسات الصناعية بالإضافة إلى انهم لا يجيدون التخاطب باللغة الفرنسية وهوما يحتم على السلط المعنية مراجعة المنظومة التربوية ككل وإعادة النظر في هيكلة مراكز التكوين التي اثبتت افلاسها على مستوى توفير اليد العاملة المختصة والكفاْة التي تبقى اغلب المؤسسات الصناعية في حاجة اليها وشدد البعض على ضرورة انخراط المهنيين في تكوين اليد العاملة داخل المصانع على غرار نواة مركز التكوين التي تم احداثها بمصنع سارتاكس بقصر هلال والتي يخضع فيها العمال إلى تكوين نظري وتطبيقي يدوم ستة أشهر.
الصناعيون تحدثوا ايضا عن ضرورة دعم الدولة لقطاع النسيج وضرورة المشاركة في تحسين البنى التحتية والمساعدة على استقطاب اسواق جديدة كالسوق الامريكية كما تحدثوا بإطناب عن الصعوبات المالية التي يشكو منها عدد كبير من المؤسسات المهددة بالغلق في ظل الظروف الانتقالية التي تعيشها بلادنا والمنافسة التي تلقاها من قبل بعض البلدان العربية وطالبوا بالوقوف إلى جانب اصحابها ومساعدتهم على مواصلة العمل ..الصناعيون اشاروا إلى ضرورة اعطاء الثقة للعمال وتحسيسهم بأهميتهم داخل المؤسسات التي يشتغلون فيها وتغيير عقلياتهم بما يجعلهم يدركون انهم شركاء فعليين واقترحوا احداث مكتب للدراسات يعنى بتقديم تشريح دقيق لواقع قطاع النسيج لمن يهمهم الامر بما يساعد على تذليل الصعوبات ومن جهتهم انشا اعضاء الغرفة الجهوية للنسيج بالمنستير موقعا لهم على شبكة الانترنات لتسهيل عملية التواصل مع الصناعيين وتقبل اقتراحاتهم وأفكارهم ووعدوا بتنظيم موائد مستديرة بحضور وزيري التربية والتكوين والتشغيل وبكل من لهم علاقة بقطاع النسيج من بعيد اومن قريب