بلغ التوتر أشده ظهر أمس في تصريحات نوّاب العريضة الشعبية ونوّاب حركة النهضة بعد قرار مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي طرد نائب العريضة اسكندر بوعلاقي على خلفيّة ما نُسِب إليه من أنه «يشوش على الجلسة». وقد وصف بوعلاقي «الترويكا» إثر خروجه من الجلسة على أنّها «الترويكا الظالمة» و«المتكبرة على الشعب» و«حكومة الحقرة» وأنها «أخطر من حكومة بن علي». كما وصفها بأكبر المصائب التي حلّت بالشعب التونسي قائلا إنّ الأحزاب الكبرى لم ترغب في وجود قائمات العريضة في التأسيسي «لأن العريضة لم تكن مسنودة من السفارات الأجنبية ولا مدعومة من رجال الأعمال ورغم ذلك صوّت لها 100ألف تونسي على حدّ قوله».
حقد على الحكومة
في ذات اللحظة التي كان بوعلاقي متحمّسا فيها وهو يعدّد صفات الترويكا، كما يراها، أمام كاميروات وميكروفونات الصحافة الوطنية والاجنبية كان النائب حبيب خذر، حركة النهضة، يتوقّف خلفه مباشرة وهو يردد «هؤلاء الناس يحقدون على الحكومة لأنها لم تشارك فيها» وفي ذات اللحظة يردّد بوعلاقي «كل الناس يعلمون أن الحاكم الفعلي اليوم هو راشد الغنوشي والمؤتمر والتكتل هما مجرّد أتباع».
«من حق رئيس المجلس التأسيسي طرد أيّ نائب ثبُت أنه بصدد التشويش واحداث الفوضى داخل الجلسة وذلك عملا بمقتضيات النظام الداخلي للمجلس نحن ندافع عن حرية الرأي والتعبير لكننا نرفض الفوضى أو بالأحرى كما نقول بلهجتنا الدارجة «التخلويض» فهؤلاء الناس لديهم غيض في صدورهم لأنهم لم يشاركوا في الحكومة ولم يكونوا في السلطة هؤلاء هم المحرومون من الكراسي فيشتمون كلّ من له رغبة في تقديم الخدمة لهذا الشعب» هكذا يقول حبيب خذر. وأضاف «تمّ الانحراف بالجلسة عن موضوعها الأصلي فلو كان راشد الغنوشي نائبا في المجلس من الطبيعي أن ينقده ولن نعارض ذلك لكن رئيس الحركة ليس نائبا وتمّ خلال الجلسة إقحامه في مداخلة النائب واتهامه بالإدارة لأجل هذا لم نصمت».
وفي ردّ عن سؤال «الشروق» حول أسباب هذا التوتر القائم بين النهضة وتيّار العريضة الشعبية الذي يتزعمه رفيق راشد الغنوشي سابقا الهاشمي الحامدي قال حبيب خذر «ليس هناك ايّ توتر هؤلاء هم مجموعة من النواب المنتخبين في قائمات مستقلة وقد توزّع بعضهم بين الكتل داخل المجلس وبقي منهم القليل وليس لدى النهضة أي إشكال معهم».
مأجورون
ذات السؤال طرحته «الشروق» على النائب أيمن الزواغي، العريضة الشعبية، فردّ بالقول «ليس هناك أيّ توتر لكن هؤلاء يريدون اقصاء العريضة ونريد ان نقول لهم إنّ الدين والاسلام ليس لكم وحدكم هو لنا جميعا ونحن نتحفظ على ازدواجية خطابهم والشعب يحبنا نحن العدد القليل ويكرههم هم الأغلبية وخطابنا شعبوي وسيظلّ».
وأضاف ردّا عن سؤالنا حول عدم عودة زعيم العريضة الهاشمي الحامدي الى تونس بعد «إن كنّا نحن نوّاب العريضة المتمتّعون بالحصانة قد تمّ الاعتداء علينا من ذلك ما تعرّض له النائب ابراهيم القصاص من تهديد بالسلاح الابيض وما تعرّضت له شخصيا من تهديد في باب سويقة فهل سيبقى الدكتور الهاشمي الحامدي في منأى عن التهديدات نحن لا نأمن في هذه الحكومة لأجل هذا تراجع الدكتور الحامدي عن قرار عودته لتونس».
ذات السؤال، حول توتر العلاقة بين النهضة والعريضة، ردّ عنه رئيس كتلة حركة النهضة داخل المجلس الصحبي عتيق «تدخّل نوّاب العريضة هذا الصباح كان تدخّلا سياسيّا استفزازيّا من هذه المجموعة وكان هناك خلط مقصود بين الادارة والحزب». واضاف عتيق «هؤلاء مأجورون من طرف الهاشمي الحامدي وهم يحاولون التشويش على الحكومة وإرباكها لأنهم ليسوا طرفا فيها».كما قال الصحبي عتيق «نحن مع حرية التعبير وقد دافعنا عن ذلك لكن إقحام رئيس الحركة في إدارة الحكم في البلاد كان استفزازا مجانيا».