انسحبت كتلة العريضة من جلسة مناقشة التقرير الشهري للجنة شهداء وجرحى الثورة وتفعيل العفو التشريعي العام بعد أن طرد رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر أيمن الزواغي واسكندر بوعلاق النائبين عن العريضة الشعبية من الجلسة. وقام بن جعفر بطرد النائبين بعد مشادات كلامية بين نواب من كتلة العريضة الشعبية ونواب من كتلة حركة النهضة الذين احتجوا على ما ورد في مداخلة النائب اسكندر بوعلاق الذي قال «حكومة المرزوقي والغنوشي وبن جعفر» وقاطع نواب حركة النهضة تدخّل بوعلاق مرددين النشيد الرسمي وطالب الصحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة عدم «اقحام اسم راشد الغنوشي» قائلا ان من يقود الحكومة هم «المرزوقي والجبالي وبن جعفر» ثم طالب بوعلاق بسحب كلمته. وأصرّ اسكندر بوعلاق على إتمام كلمته لكن بن جعفر قال له «لقد تنازلت عن كلمتك» مشيرا الى انه لم يقاطعه لكنه لم يكمل كلمته من تلقاء نفسه.
مطالبات بالكف عن «الزج» بالنشيد الرسمي في الخلافات بين النواب
بعد ان ردّد أعضاء كتلة حركة النهضة النشيد الرسمي قاطعين كلمة النائب اسكندر بوعلاق طلب عدد من النواب نقطة نظام منهم اياد الدهماني (الكتلة الديمقراطية) الذي قال ان لا احد له مهمة تحديد الخطوط الحمر لكلمة اي نائب ومقاطعة كلمته ودعا الى الكف عن الزج بالنشيد الرسمي في الخلافات.اما ايمن الزواغي (كتلة العريضة الشعبية) فقد طلب من مصطفى بن جعفر ان يلتزم الحياد وقال له «لست رئيس حركة النهضة».
من جهته أشار عصام الشابي الى ان لا احد له الحق في مصادرة حق اي نائب في التعبير واعتبر انه في حال قال اي نائب ان هذه الحكومة «حكومة الغنوشي» فهذا ليس اعتداء على المقدسات، أما مراد العمدوني فقد طالب بعدم مقاطعة اي نائب والابتعاد عن المزايدات.
قرار طرد نواب العريضة «باطل»
قال سعيد الخرشوفي (نائب في المجلس التاسيسي عن العريضة الشعبية) ان قرار طرد ايمن الزواغي واسكندر بوعلاق باطل باعتبار انه لا وجود لقانون يستند اليه رئيس المجلس التأسيسي في هذا الاقصاء, مشيرا الى ان هذا القانون تم طرحه اثناء مناقشة النظام الداخلي ولم يتم الاتفاق عليه، واضاف ان ما قام به بن جعفر «تجاوز للصلوحيات وعودة للاستبداد».
الحامدي من لندن : نواب العريضة سيعتصمون داخل التأسيسي اتّصلنا أمس بالتصريح الصحفي التالي من الدكتور محمد الهاشمي الحامدي رئيس تيار العريضة الشعبية بعد منع ممثل العريضة الشعبية من مواصلة كلمته في المجلس التأسيسي يوم الإثنين 16 أفريل 2012: «ما جرى اليوم من حرمان كتلة العريضة الشعبية من التعبير عن موقفها داخل المجلس التأسيسي وطرد نائبيها اسكندر بوعلاقي وأيمن الزواغي جريمة كبرى بحق المجلس التأسيسي والشعب التونسي وشهداء الثورة التونسية المجيدة وجرحاها والمبادئ التي ضحوا من أجلها. لا يحق لحركة النهضة وحليفها مصطفى بن جعفر مصادرة حرية التعبير، ولا يحق لهما منع أي نائب في المجلس التأسيسي من الحديث والتعبير عن مواقفه بكل حرية. ومن العار أن يستخدموا النشيد الوطني لقمع مخالفيهم في الرأي والإعتداء على حرية نواب الشعب في الحديث. إن السبب الذي احتج من أجله نواب حركة النهضة اليوم سخيف جدا، وفيه استبلاه للشعب التونسي الذي يعرف أن راشد الغنوشي هو من وقع وأمضى على اتفاق تقاسم السلطات مع حليفيه المرزوقي وبن جعفر. حكومة الغنوشي والمرزوقي وبن جعفر تقمع جرحى الثورة، وتقمع المتظاهرين يوم عيد الشهداء، واليوم تقمع نواب الشعب داخل المجلس التأسيسي وتمنعهم من حرية التعبير عن آرائهم، وهذه فضيحة جديدة سيدونها التاريخ في سجل من قام بها. أشكر الكتلة الديمقراطية على موقفها المبدئي في الدفاع عن حق كتلة العريضة الشعبية في التعبير عن رأيها وأحيي النائبين الكريمين في هذه الكتلة عصام الشابي وإياد الدهماني. أدعو جميع الأحزاب السياسية داخل وخارج المجلس التأسيسي وخارجه، والإتحاد العام التونسي للشغل ومنظمات المجتمع المدني، للتضامن بقوة مع العريضة الشعبية في مواجهة هذه المظلمة وهذه الجريمة البشعة. يجب على الشعب التونسي أن يتصدى لهذه الممارسات الديكتاتورية من طرف حركة النهضة وحليفيها المرزوقي وبن جعفر وإلا فإن النظام الديكتاتوري سيعود بأقوى مما كان قبل الثورة. نواب العريضة الشعبية سيعتصمون داخل المجلس التأسيسي احتجاجا على حرمانهم من حقهم في التعبير، وسنناقش في الساعات المقبلة ما يمكن اتخاذه من إجراءات إضافية أخرى سلمية وقانونية للإحتجاج على الفضيحة والجريمة الكبرى التي ارتكبت اليوم داخل المجلس التأسيسي.
ابراهيم القصّاص متأثر ويلتزم الصمت : إن كان لطلب رفع الحصانة عنّي علاقة بذكرى الشهداء فأنا فخور بنفسي
قال ابراهيم القصّاص إنه لا يقصد السخرية من إحدى النائبات حين قال لها «صوتك عورة» لكنه يقصد إن طريقتها في الشتم والسب والتدخل العنيف داخل الجلسة مسيئة للمرأة التونسية. فالتونسية تعرف باحترامها للآخر و»أنا أوّل من قلت إنّ المرأة التونسية بألف رجل لهذا لم أستطع عدم التدخل والقول بأن صوتك عورة». كما قال القصّاص في حديث خاطف مع «الشروق» طلب عدم نشره تنفيذا لقراره التزام الصمت وعدم التصريح للصحافة على خلفية ما جدّ من توتر معه خلال الجلسة العامة الاستثنائية للمجلس التي انعقدت الخميس الماضي لمساءلة علي العريّض وزير الداخلية حول التدخّل العنيف في تفريق مظاهرة 9 أفريل إنّه يتألّم لما يحدث من مسرحيات باخراج سيء. «أنا لا أعرف الكذب ولا أجيده بل إنني ابن الصحراء الذي يتعرّق إن كذب أنا لا أستطيع ذلك وقد حاولت ثلاث مرّات الاستقالة من المجلس لكن الزملاء النوّاب في العريضة كانوا يعترضون على ذلك فأنا أسعد حين أوصل راكبا معاقا الى منزله بسيّارة النقل الريفي ويقول لي «يرحم والديك» أكثر ممّا أجلس مع ألف وزير». كما قال ابراهيم القصّاص نائب العريضة الشعبية وهو يدخّن سيجارته بتأثّر واضح «كنت أدخّن علبة سجائر خلال ثلاثة ايام واليوم أصبحت ادخّن بشراهة الغاضبين علبة سجائر يوميّا أنا لست في حاجة لمقعد سياسي وقد كنت أحسب أنه باستطاعتي تقديم القليل للمواطنين لكن كذب هؤلاء المتحدثين باسم المواطنين فاجأني هم يكذبون بطلاقة ولا يستحون لا أحد منهم منحني الحصانة بل منحني إيّاها الشعب وبالتالي الشعب وحده باستطاعته رفعها عنّي ثمّ من أجل ماذا يتم رفعها عنّي هل لأنني شاركت أهالي الشهداء فرحة ذكرى الشهداء إن كان كذلك أنا فخور بنفسي فأرملة الشهيد وأبناؤه لم يشعروا أنّهم يحيون ذكرى شهيدهم فرادى بل النوّاب يشاركونهم الذكرى ويدافعون عنهم» ويضيف بذات الملامح المتأثرة «أنا لا أجيد الكذب ولست منهارا أو محبطا كما تظنّين بل لديّ قوة تهدّ الجبال لكنني سئمت كذب هؤلاء وأنتظر خروجي من هنا».