بالإجماع, تبنى مجلس الأمن الدولي مساء أمس قرارا جديدا حول سوريا يقضي بإرسال 300 مراقب أعزل لترسيخ الهدنة الهشة القائمة بين النظام والمعارضة المسلحة فيما حذرت موسكو من أي انحراف في تطبيق أو فهم مضمون القرار الدولي الجديد الذي حمل رقم 2043. قال جيرار اراو المندوب الفرنسي في الأممالمتحدة أمس، إن الاتفاق بين القوى الكبرى تم التوصل إليه حول عدد المراقبين الدوليين في سوريا، وذلك بعد مباحثات خاصة بمسوَّدتي قرار تقدمت بهما روسيا والاتحاد الأوروبي. انتصار روسي وينص القرار التوافقي على إرسال 300 مراقب لمدة 90 يوما، في حين كان النص الأوروبي ينص على نشر نحو 500 إضافة إلى مروحيات يتم استخدامها للتنقل. وحذفت نقطة اوروبية تقضي بفرض عقوبات على النظام السوري في حالة عدم قيامه بسحب القوات والآليات الثقيلة من المدن وفق خطة المبعوث الأممي كوفي عنان، وهو بند لم يرد في نص المقترح الروسي. وقال فيتالي تشوركين المندوب الروسي الدائم لدى الأممالمتحدة إن العمل على إعداد مشروع القرار جرى على أساس المشروع الروسي من خلال إضافة بعض اقتراحات الأمين العام للأمم المتحدة الذي قدمها إلى مجلس الأمن الدولي في 18 أفريل الجاري، مشيرا إلى أنه تم رفض اقتراحات أخرى تخرج عن نطاق التفويض اللازم للإقرار في المجلس. وحذر تشوركين من أي انحراف في تطبيق القرار رقم 2043 وفي فهم مضمونه في إشارة إلى القرارين الأمميين 1970و1973 اللذين تحوّلا إلى تفويض دولي للحرب على ليبيا ولإسقاط النظام الليبي . ويدعو القرار الحكومة السورية إلى تأمين «عمل فعال» لبعثة المراقبين من خلال المساعدة على «نشر أفرادها ومعداتهم بسرعة ودون عوائق» وتأمين «حرية التنقل والدخول بشكل كامل ودون عقبات لهدف تنفيذ مهمة البعثة»، ولذا يدعو القرار سوريا والأممالمتحدة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن توفير طائرات تحتاج إليها بعثة المراقبين. كما يطالب القرار السلطات السورية بأن تسمح للمراقبين بالتحدث لأي شخص بحرية كاملة في جميع أنحاء سوريا ودون أي عواقب (سلبية) لهذا الشخص. ويحث كافة الجهات في سوريا على ضمان أمن أفراد البعثة الأممية، مشيرا إلى أن المسؤولية الأهم بشأن أمن المراقبين تقع على الحكومة السورية. وينوي مجلس الأمن الدولي تكليف الأمين العام بان كي مون بإعداد تقرير بشأن تنفيذ هذا القرار خلال 15 يوما بعد استصداره وبإطلاع المجلس بسير تنفيذه بعد ذلك كل 15 يوما. كما ينوي مجلس الأمن الدولي تقييم تنفيذ القرار و»دراسة خطوات جديدة إذا اقتضت الضرورة ذلك». زيارة إلى حمص وفي هذه الأثناء , بدأ فريق المراقبين الدوليين بزيارة إلى مدينة حمص وسط البلاد أمس حيث سيقومون بجولة ضمن البرنامج المتفق عليه مع الحكومة السورية. وقال محافظ حمص اللواء غسان عبد العال : «إن فريق المراقبين وصل إلى مدينة حمص والتقيتهم على أن يقوموا بجولة في المدينة». ومن جانبه قال الناطق باسم الاممالمتحدة في سوريا خالد المصري: «إن وفد المراقبين وعددهم 7 وصل الى محافظة حمص وسيقومون بجولة ضمن البرنامج المتفق عليه مع الحكومة السورية». وأضاف المصري «بعد توقيع الحكومة السورية على الاتفاق الأولي لعمل المراقبين الخميس الماضي سيكتمل عدد المجموعة الأولى إلى 30 خلال اليومين». وكان فريق المراقبين زار عددا من بلدات ريف دمشق وكذلك زار محافظة درعا مرتين ، ووقعت الحكومة السورية ورئيس وفد المراقبين الدوليين يوم الخميس الماضي على التفاهم الأولي الذي ينظم آلية عمل المراقبين التابعين للأمم المتحدة في سوريا .