كشفت صحيفة بريطانية أن لندن تريد استغلال «التململ» الروسي حيال الملف السوري وفرض شروطها في مجلس الأمن من خلال المصادقة على قرار دولي يقضي بإسقاط بشار الأسد خلال نصف شهر. وقالت الصحيفة إن مجلس الأمن الدولي قد يصادق على قرار أممي – هو في الحقيقة مشروع قرار عربي غربي - يطلب من الرئيس بشار الأسد تسليم صلاحياته إلى نائبه وإفساح الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية. دعم قوي ونقلت عن السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة مارك ليال قوله إن هناك دعماً قوياً جداً لهذا التوجه. وأضافت الصحيفة أن توصيات جامعة الدول العربية والتي تقلّ قليلاً عن الدعوة إلى التدخل العسكري في سوريا، تشكّل الأساس لمشروع القرار الذي قدمته الرباط إلى الأممالمتحدة، وستكون الخطوة المقبلة عقد اجتماع للخبراء من بعثات الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. وأشارت إلى أن مشروع القرار يمنح النظام السوري 15 يوماً للامتثال أو مواجهة إجراءات أكثر صرامة. وقالت إن بريطانيا تأمل ومعها فرنسا وألمانيا بأن يساهم العرض الذي سيقدمه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني اليوم الثلاثاء حول النتائج التي توصلت إليها الجامعة في المساعدة بإقناع الروس بعدم استخدام حق النقض بشأن القرار الجديد حول سوريا. وكان مبعوث روسيا لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين قد أكد أنه لا يستطيع رؤية أي قرار حول سوريا يمر عبر مجلس الأمن الدولي، لكنه أشار إلى أن المفاوضات ستستمر بهذا الشأن إلى أبعد المراحل. تذبذب روسي وفي سياق ذي صلة, أشارت مصادر ديبلوماسية مطلعة إلى أن الموقف الروسي حيال الملف السوري بات يشهد تراجعا ملحوظا في ظل الإحراج الذي أصبحت تمثله الأزمة السورية على موسكو. وأوردت أن رحلات مكوكية من أطراف خليجية وغربية وعربية إلى موسكو دفعت في اتجاه حلحلة الموقف الروسي وتوجيهه من خانة الدفاع عن الأسد إلى الوقوف «الحيادي» من كافة الفاعلين السياسيين في الموضوع السوري. وأكدت أن الزيارة الأخيرة التي أداها مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فلتمان إلى موسكو ستكون لها نتائج ملموسة خلال تصويت مجلس الأمن على مسودة القرار الأممي. ويبدو أن عواصم خليجية عديدة قد وعدت موسكو بتعويض سوقها الاستثماري الهائل في سوريا إذا ما تخلت عن بشار الأسد وغيرت موقفها منه. وإلى حين اختبار مصداقية هذه التسريبات فعليا في جلسة اليوم بمجلس الأمن , لا تزال موسكو متمسكة بموقفها حيال الأزمة السورية داعية كافة الأطراف إلى إنهاء العنف وحاثة إياهم إلى الجلوس على طاولة الحوار الوطني دون شروط أو استقواء بالأجنبي. فقد أكدت موسكو في وقت لاحق أمس رفضها التفاوض حول المسودة القرار العربي الغربي حيال سوريا واصفة إياه بغير المقبول.