شكّلت الاعتداءات التي تعرَض لها عدد من وجوه المجتمع المدني نهاية الأسبوع المنقضي، الحدث الأبرز على الساحة السياسيّة والوطنيّة، فالواضح وكأنّ خيطا ما يربط جملة تلك الاعتداءات والتي مسّت أساسا جوهر بن مبارك وعددا من أعضاء جمعية دستورنا (سوق الأحد) وألفة يوسف ويوسف الصدّيق (قليبية)..ما الحكاية؟ ومن يتحمّل مسؤوليّة ما جرى؟
دعا عدد من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي والشخصيات الحقوقية والوطنية أمس الى بناء جبهة مدنية للتصدي للانتهاكات والاعتداءات المتصاعدة ضد كل من يخالف نظام الحكم، معتبرين ان حركة النهضة التي تقود الحكومة اليوم تحاول بناء نظام فاشستي للاحتفاظ بالسلطة.
وجاء ذلك في إطار ندوة صحفية عقدها كل من جوهر بن مبارك ويوسف صديق للحديث عن ملابسات حوادث تعرضهما للعنف والتهديد به في كل من توزر وقبلي وقليبية وقد حضرها كل من أحمد نجيب الشابي وسمير بالطيب وسلمى بكار وخميس قسيلة أعضاء المجلس الوطني التأسيسي وعدد من الشخصيات الوطنية والحقوقية والسياسية ومنهم سعيد العايدي وزياد الهاني وعياض بن عاشور والصادق بلعيد ومحمد الكيلاني وماهر حنيني.
وفي شهادتها قالت سلمى بكار ان أعضاء المجلس الوطني التأسيسي لم يسلموا من الاعتداءات مذكرة بما حصل لها في مخيم الشوشة وفي 9 أفريل الى جانب ما حصل في ملاحة رادس والاعتداء على المعطلين وعلى جرحى الثورة وعائلات الشهداء. ومن جهته حمل خميس قسيلة الحكومة مسؤولية ما يحدث «وبالتحديد حركة النهضة التي تتساهل مع أصحاب الأعلام السوداء».
وفي الاتجاه ذاته قال أحمد نجيب الشابي إن «هناك قوة تتدرب على العنف وتمارسه تحت حماية السلطة» داعيا إلى «تكوين جبهة يكون منطلقها يوم غرة ماي مع مسيرة اتحاد الشغل وان تكون المسيرة للدفاع عن الحريات».
وفي الإطار نفسه دعا ماهر الحنيني عن الحزب الجمهوري الى تكوين جبهة سياسية مدنية والى تكتل الحداثيين والمدنيين للدفاع عن الديمقراطية والحرية والتصدي الى تلك الهجمات.
ومن جانبه قال محمد الكيلاني رئيس الحزب الاشتراكي اليساري ان «حركة النهضة ماضية في طور جديد لتطبيق برنامجها وهو التمسك في جهاز الدولة ودواليبها وهي غير مستعدة لتسليم السلطة وأطلقت علينا جهازا إرهابيا هي انتجته ولا بد من تصحيح المسار».
وجاء في شهادة الدكتور يوسف صديق انه أصر على القيام بمحاضرته في قليبية رغم التهديدات التي وجهت له وانه قام بمحاضرته رغم الغياب الكلي للأمن وفي قاعة مغلقة مشيرا الى ان ألفة يوسف لم تتمكن من الوصول إلى مكان المحاضرة.
ورأى الدكتور الصادق بلعيد ان النظام الحالي أخذ اتجاها «فاشستيا واضحا» معتبرا انه هناك العديد من الاشارات على ذلك ومنها «شراء المستضعفين بالمال». ودعا جل الحاضرين تقريبا الى تكوين جبهة مدنية للتصدي الى الهجمات التي أصبحت متكررة من قبل عناصر تحسب أحيانا على السلفيين واحيانا أخرى يقال انها من النهضة لكنها في كل الأحوال تستهدف كل من لا يتوافق مع النظام الحالي.
وفي هذا الاطار شهد مقر وزارة الخارجية يوم السبت الماضي حادثة مماثلة حيث هاجمت مجموعة من الملتحين رئيس جمعية خريجي المؤسسات التعليمية بالعراق وعضوين عن المجلس الوطني التأسيسي هم أعضاء في لجنة المفاوضات التي شكلت بطلب من الوزير الدكتور رفيق عبد السلام، والغريب في الأمر ان المجموعة التي اعتدت عليهم لا أحد يعلم من أين جاءت؟ ومن قام باستدعائها؟ ومن قال لهم انه تم رفض استقبال اللجنة في الوزارة؟ ولماذا وقف الأمن والجيش صامتين والحادثة ليست بعيدة عنهم؟.