انبثق مهرجان المبدعات العربيات من مهرجان سوسة الدولي بعد أن كان يسمى ب«ملتقى للشاعرات العربيات» أسسه السيد عبد االعزيز بلعيد الذي بحكم علاقاته المختلفة بالعديد من االشخصيات الثقافية دعمه وأولاه أهمية كبرى في فقرات مهرجان سوسة الدولي. ولكن في السنوات العشرة الأخيرة انخرطت هذه التظاهرة في الثقافة البنفسجية كليا بمواضيع موجهة لتلميع صورة ليلى بن علي بصفة أو بأخرى والتي كانت تشرف على مختلف دورات هذا المهرجان والتي كانت تختتم بقراءة برقيتان واحدة للمخلوع والأخرى لزوجته ترسل إلى قصر قرطاج مع هدايا آخرها درة من مادة الكريستال سلمتها مديرة المهرجان نجوى المستيري إلى وزير الثقافة السابق عبد الرؤوف الباسطي في اختتام آخر دورة لهذا المهرجان قبل الثورة كهدية ل «سيدة تونس الأولى» حسب وصف مديرة المهرجان.
بعد توقفه في السنة الفارطة يعود هذا المهرجان هذه السنة في آخر شهر أفريل (26 و27 و28 أفريل) في دورته السادسة عشرة بالمديرة نفسها التي كالعادة تواصل إقصاءها لمراسلي الجهة بتنظيم الندوة الصحفية بالعاصمة ككل الدورات السابقة التي كانت على رأسها لتجنب انتقادات مراسلي الجهة من مختلف وسائل الإعلام الذين يدركون حجم ميزانية هذه التظاهرة والمضمون المقدم وطريقة اختيار المحاضرين من مختلف الدول العربية وغيرها من تفاصيل هذه التظاهرة المعبأة بالتناقضات وكان من المفروض أن تحرص هيئة المهرجان على الإنصات إلى مختلف الملاحظات النقدية قصد التعديل من مستوى هذه التظاهرة والرفع منها وخلنا أن الثورة قد شملت هذا المهرجان ولكن للأسف كمثلها من التظاهرات بسوسة لا زال تسيطر عليها نفس التوجهات والإختيارات والأسماء باعتماد سياسة إقصاء الوجوه الثقافية الفاعلة وتجاهل مختلف الملاحظات النقدية، ونرجو في أقل الحالات أن يكون فحوى مداخلات هذه الدورة في قيمة الصفة المرفوعة وهي الإبداع نحو ترسيخ حقيقي لمكانة وقيمة المرأة بتوظيف ابداعها لتنمية ثقافية حقيقية ولا توظيف حضورها من أجل أهداف سياسوية جوفاء تكرس ثقافة الإستبداد والإنفراد بالرأي وترسخ البقاء في المسؤولية من أجل البقاء أو ربما طموحات في مناصب أخرى.