يولي المشرفون على تنظيم أولمبياد لندن 2012 أهمية قصوى للنشاط الثقافي وهناك حرص شديد على أن تكون لندن عاصمة الرياضة في الصيف القادم وكذلك عاصمة الثقافة، ولذلك من المنتظر أن تشهد عاصمة الضباب العديد من الأنشطة الثقافية التي من المنتظر أن تضفي على الأولمبياد نكهة خاصة. في هذا الاطار أعلن أول أمس عن البرنامج الكامل للأنشطة الثقافية الموازية للأولمبياد ومن المنتظر أن تعرف عديد المدن العديد من الأنشطة الثقافية وليس العاصمة لندن فقط ومن أهم هذه العروض «big dance2012» بالاضافة الى عديد العروض الكوميدية، والتي ستكون على متن بارجة. ورغم أن هناك من يتساءل عن ربط هذه المهرجانات بالألعاب الأولمبية مثل زميلنا الروسي الذي «لا يعجبه العجب»، فإن المنظمين يؤكدون أن اهدف الأسمى للرياضة يبقى التعارف وبالتالي التبادل الثقافي وهذا هو دور المهرجان الثقافي الذي يطلقون عليه اسم «مهرجان العمر». وذكر مدير المهرجان راث ماكنزي في هذا المجال «نعرف أن عيون العالم ستكون مشدودة الى لندن هذا الصيف، لذلك حاولنا أن نكون متميزين في كل شيء ونقدم أفضل العروض الثقافية». وحسب البرنامج، فإن العروض ستكون متنوعة الى أبعد الحدود من بيتهوفن الى شكسبير وستيفان فراي وغروميت. أما الانطلاقة فستكون بعرض احدى مسرحيات شكسبير «حلم ليلة صيف» وهناك حرص على توفير 10 ملايين بطاقة دخول مجانية. ويجمع الملاحظون على أن ما ستشهده لندن هذا الصيف يعد أكبر احتفال ثقافي تشهده الأولمبياد وهذا في الحقيقة امتياز كبير للندن لأنها لا تتعامل مع الأولمبياد على أنه مجرد حدث رياضي، ولذلك بالامكان الحديث عما أصبح يعرف ب«الأولمبياد الثقافي» والأكيد أن المنظمين يريدون استغلال فرصة هذه التظاهرة العالمية لمزيد التعريف بتراثهم الثقافي. وفي لقاء مع مجموعة صحفيين تم تجميعهم من كل أنحاء العالم كانت «الشروق» من ضمنهم أكد المشرف على هذه التظاهرة أن هناك ما لا يقل عن 4 ملايين مشارك في الأولمبياد الثقافي. من جهته أكد جيمس كيغان المستشار المختص في الرياضة والتعليم أن بريطانيا ستستقبل في نفس الوقت أبرز رياضيي العالم وكذلك أبرز فنانيه وهذا حدث لا يحدث دائما ويعتقد الملاحظون أن بادرة لندن بإلصاق الأنشطة الثقافية بالحدث الرياضي قد تسعى الى تقليدها كل الدول التي ستتولى تنظيم الألعاب الأولمبية مستقبلا، لكن النجاح الذي ستحققه لندن سيجعل الآخرين يفكرون طويلا قبل انجاز أي إجراء. تونس في قلب الحدث في اطار الأنشطة الثقافية التي ستعرفها العاصمة لندن وخاصة في اطار العروض المسرحية سيتم عرض مسرحية تونسية تحت عنوان «ليلى وبان» (عن مكبث) وذلك في اطار مهرجان شكسبير الذي انطلق الاثنين الماضي وبالاضافة الى المسرح والرقص هناك مسابقات خاصة بالأغاني (الكتابة والتلحين والأداء) ومهرجان القراءة والشعر... ألم نقل إن لندن ستشهد هذا الصيف أولمبياد ثقافيا أيضا؟