«عم منصف» رجل اشتغل منذ زمن طويل يبيع «الكسكروت» في بطحاء باب العين من مدينة باجة العتيقة على عربة سيارة يجوب بها الأزقة والأحياء. هي رفيقة دربه ومورد رزقه ومعيل عائلته الوحيد يرافقها يوميا في جولة طويلة يجني خلالها قوته وقوت عياله إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان. لقد افتك أعوان التراتيب البلدية عربة «عم منصف» وتمت مصادرتها بتعلة عدم امتلاكه رخصة الإنتصاب في الشارع ورغم محاولاته المتكررة لم يفلح في استرجاعها فانقطع عن العمل. منذ فترة جد جديد في حياة عم منصف حيث استجابت بلدية باجة لطلبه واعادت إليه العربة ثم مكنته بعد فترة من رخصة تسمح له بالعمل بحرية فكانت ردة فعله غير متوقعة لقد رفض «عم منصف» العربة ورخصتها وقال بأنها محطمة ومهمشة كما انه ونظرا لإعاقة طفيفة على مستوي رجليه لم يعد قادرا على السير ودفع العربة طوال اليوم لذا فهو يطالب الجهات المختصة بتمكينه من رخصة إقامة كشك ويصرف نظرا عن مهنته الأولى.