لا حديث هنا في العاصمة الجزائرية عشية انطلاق التصويت للانتخابات التشريعية المقررة ليوم الغد الا عن المترشحة التي تطاولت على الرسول محمد... وأنت تتجول في شوارع العاصمة الجزائر لا تشعر بأن البلاد تعيش على وقع انتخابات تشريعية قد تكون مصيرية للستة وثلاثين مليون جزائري
فالناس هنا يتعاملون بشيء من البرود مع آلاف المعلقات الانتخابية التي تكسو جدران العاصمة بل إن أغلب تلك المعلقات وشحها شباب الجزائر بتعليقاتهم الساخرة مما يدل على أن هناك اعتراضات كثيرة على هذه الانتخابات التي ستفضي الى مجلس برلماني سوف تكون مهمته الأولى صياغة دستور جديد للجزائر وعلى أهمية هذا الزمان فإن أغلب الذين تحدثت اليهم لم يبدوا اهتماما كبيرا بالاستحقاق الانتخابي المقرر ليوم الغد الخميس.
هذه اللامبالاة وعدم الاكتراث الذي أبداه الجزائريون في تعاملهم مع الحملة الانتخابية التي نشطها أكثر من 25000 مترشح دفعت بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى النزول الى الميدان بنفسه من أجل شحذ همة أبناء شعبه وحثهم على التحول بكثافة غدا الخميس لمراكز الاقتراع من أجل اختيار نوابهم في المجلس الوطني الشعبي القادم.
نزول الرئيس الى الميدان تجسم في زيارته يوم الثلاثاء الى مدينة سطيف الواقعة في الشرق الجزائري أين أكد على أهمية انتخابات العاشر من ماي من حيث تحديدها لمستقبل الجزائر وتقرير مصير الستة وثلاثين مليون جزائري.
والحقيقة ان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يحظى بشعبية كبيرة هنا في الجزائر فأغلبية الذين تحدثت اليهم يحسبون للسيد الرئيس انهاءه للأزمة الأمنية ونجاحه في تحقيق المصالحة الوطنية التي أخرجت البلاد من دوامة العنف التي تواصلت على مدى عقدين.
هذا الاحترام الذي يكنه الشعب الجزائري لرئيسه يتحول فجأة الى ازدراء وسخط متى تعلق الأمر ببعض المترشحين للانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها يوم غد الخميس 10 ماي 2012.
التي شتمت الرسول محمد
اذ كانت البرامج الانتخابية للأربعة وأربعين حزبا المترشحة لتشريعية الغد لا تهم كثيرا الشعب الجزائري ففي المقابل شدت بعض الفضائح التي كان أبطالها بعض المترشحين الاهتمام ويمكن القول بأن المترشحة «لمياء» عن حركة الوطنية للطبيعة والنمو تحولت الى أهم «بطلة» في هذه الحملة بعد ان تورطت في أكثر من جريمة دينية وأخلاقية.
فهذه المترشحة عن احدى دوائر مدينة تزي وزو طالبة جامعية وعمرها 23 سنة وكانت عشيقة لأحد المقاولين المعروفين هنا في الجزائر ولا يعلم أحد أي ذبابة عضتها لتبتز عشيقها السابق بعد ان هددته بنشر محتوى شريط اباحي كانت صورته له وهو بصدد ممارسة الجنس معها، لكن المقاول تجرأ وأعلم أعوان الزمن الذين تمكنوا من احتجاز الشريط المذكور وكذلك شريط آخر وتظهر فيه المترشحة وهي تتطاول على الرسول محمد بالسب ومن مترشحة تحولت الطالبة المذكورة الى متهمة تعلقت بها جريمتان الأولى تتمثل في تكوين مجموعة أشرار والفعل العلني المخل بالحياء والمساومة والابتزاز والثانية تتعلق بالاساء للرسول الكريم.
تشديدات أمنية
الملفت للنظر عشية بداية التصويت في الانتخابات الجزائرية الانتشار الأمني الكبير لقوات الشرطة والدرك الوطني فبين مدينة عنابةوالجزائر العاصمة لاحظنا وجود عشرات الحواجز والدوريات الأمنية وكذلك الأمر في أنهج وشوارع الجزائر العاصمة وكما كانت أعلنت بذلك وزارة الداخلية الجزائرية فإن قوات الدرك الوطني بدأت في الانتشار في محيط ال6916 مركزا انتخابيا في حين ستتولى وحدات الجيش الوطني الشعبي مهمة تأمين الأمن في باقي المراكز وعددها 4495 مركزا تقع خارج سلطة الدرك الوطني وكانت تعزيزات أمنية كبيرة قد وصلت الى ما يسمى هنا في الجزائر بمثلث الموت الواقع بين مدن تيزي وزو والبويرة وبومرداس غير بعيد عن الجزائر العاصمة.