لم تعد لرجال الأعمال نقابة واحدة فقط تدافع عن مصالحهم وحقوقهم وهي الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، بل تواجدت على الساحة أيضا الكنفدرالية التونسية لمؤسسات المواطنة برئاسة رجل الأعمال طارق الشريف، اضافة الى الجامعة التونسية للنقل واللوجستية وهي جامعة أعراف النقل الجوي والبحري وغيرهم من رجال الأعمال الذين بدؤوا يعلنون عن بعث نقابات جديدة لحمايتهم حسب تعبيرهم من تهميش الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية لهم، في حين أن فئة من الأعراف مازالوا متمسكين بشرعية منظمتهم التي عرفت النور منذ 1947 باسم «الاتحاد لنقابات الصنايعية وصغار التجار بالقطر التونسي» ليعيش عديد التجاذبات والمحن والانكسارات. ولسائل أن يسأل هل تعدد نقابات رجال الأعمال هو تصفية حسابات ورغبة في اعتلاء عرش المنظمة؟ أم رغبة في نشر التعدّدية النقابية لحماية الأعراف من أزمات السوق وفتح باب جديد للحوار مع الحكومة؟
سيطرة
حاولت بعض الأطراف إثارة البلبلة وخلق المشاكل في منظمة الأعراف منذ طرد الهادي الجيلاني من الرئاسة بعد 14 جانفي وذلك لعلاقة المصاهرة مع الرئيس السابق «بن علي»، فترأسها بعد ذلك رجل الأعمال حمادي بن سدرين ليتخلى عن منصبه لوداد بوشماوي ومن هنا بدأت المشاكل والمحن وخاصة في شهر فيفري حين حاول بعض الأشخاص مهاجمة مكتب «الرئيسة» وتحول الصراع من مقر الاتحاد بحي الخضراء الى قاعات المحاكم بباب بنات، ولتكون هذه المسافة الفاصلة بين المكانين مليئة بالقضايا والاتهامات المتبادلة بين جميع الأطراف وكل منهم يضفي شرعية على تصرفاته وهنا نطرح السؤال «هل هناك أطراف سياسة تحاول تركيع الاتحاد ليعيش في جلبابها»؟
بيننا الصناديق
في كل لقاء اعلامي مع وداد بوشماوي تؤكد لنا «ان كل من يرى نفسه الأجدر لرئاسة منظمة الأعراف عليه أن يترشح للرئاسة في مؤتمر 26 و27 جوان القادم، والصناديق الانتخابية هي الفيصل في الحكم». ولكن عدد من رجال الأعمال لم ينتظروا الانتخابات وكونوا اتحادات خاصة بهم، في حين مازال جزء هام منهم متشبثا برئاسة الاتحاد، حيث سيُفتح باب الترشحات في آخر شهر ماي الحالي للتنافس على كرسي «بيت رجال الأعمال».