«نحن نطالب بالاستثمار وبعث مشاريع مشتركة تونسية عربية ولا نريد «صدقة»، فتونس مجال واسع للاقتصاد وبعث أفكار جديدة للمشاريع» هذا ما قاله حمادي الجبالي رئيس الحكومة ل«الشروق» خلال المؤتمر الخامس عشر لأصحاب الأعمال والمستثمرين العرب الذي نظمه الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. المؤتمر بالتعاون مع الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة بالبلاد العربية وجامعة الدول العربية والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات. كما أضاف رئيس الحكومة في السياق ذاته «إن انعقاد هذا المؤتمر جاء في ظروف عالمية صعبة من الناحية الاقتصادية والتي أثرت في المنطقة العربية وقد عاشت تونس أزمة مالية ولكن بعد الثورة حققنا عديد المكاسب والإنجازات الاقتصادية.
أقدامنا على الأرض
كانت هناك وعود كبيرة بعديد المساعدات والاستثمارات ما بعد الثورة من الدول العربية والعالمية ولكن بقيت جلها مجرد وعود ونحن لم نتأثر بذلك لأن أقدامنا على الأرض وبسواعد هذا الشعب يمكننا أن نحقق الكثير» هذا ما أكده السيد الجبالي قبل مغادرته لهذا المنتدى.
من جهتها أكدت وداد بوشماوي رئيسة منظمة الأعراف «أن من واجب رجال الأعمال مقاومة البطالة ومواجهتها وخاصة ان الأرقام مرعبة على المستوى العربي أو في تونس، مؤكّدة على أهمية مثل هذه المنتديات نخلق بيئة شراكة بين رجال الأعمال التونسيين والعرب.
كما أعرب رضا السعيدي الوزير المكلف بالاقتصاد عن سعادته لوجود هذا الكم من رجال الأعمال العرب في تونس مؤكّدا بدوره على ضرورة الاستثمار في المناطق الداخلية للبلاد حيث قال «ان الجهات المحرومة سابقا في عهد الرئيس بن علي عاشت الكثير من الحرمان والتهميش وحان الوقت للاهتمام بها والتشجيع على الاستثمار فيها.
ما بعد المؤتمر...
حول امكانية تجسيد المشاريع على أرض الواقع سألنا بعض الحاضرين عن الحلول المتاحة لتبادل الاستثمارات بين رجال الاعمال التونسيين والعرب فقالت بوشماوي «علينا أولا التخلي عن تأشيرة العبور لرجال الأعمال والمنتوجات الاقتصادية بين الدول العربية، في حين أكد رجل الأعمال البحريني ابراهيم الزينل أن الاستثمار في تونس هدف لبعض رجال الأعمال العرب حيث قال «ننتظر أفكارا تونسية لنجسدها على أرض الواقع»، وهو ما أيده عدنان القصار رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية مضيفا «هذا المنتدى هو فرصة لتبادل الأفكار بين الحاضرين وسنساعد رجال الأعمال التونسيين لبعث مشاريع في العالم العربي.
من جانبه أوضح رياض بالطيب وزير الاستثمار والتعاون الدولي بتونس أن الاستثمارات البينية لا بد أن تركز على صناعة الأدوية باعتبارها مجالا حيويا يسجل نموا ب12٪ سنويا وتونس لديها أكثر من 300 ألف جامعي عاطل عن العمل. كما دعا الى تطوير قطاع صناعة السيارات أملا أن يكون هناك مصنع للسيارات بتونس وكذلك هو الشأن بالنسبة لصناعة الطائرات وغيرها من الأراضي الفلاحية الخصبة التي توفر فرصا حقيقية في مجال الباكورات.
أما فيصل ابراهيم السليمان العقيل مدير إدارة تطوير الأعمال ورئيس دائرة المسؤولية الاجتماعية ورجل أعمال سعودي فقد أكد بدوره على أن الجانب الأمني هو الركيزة الأساسية لأي نوع من الاستثمارات بين مختلف دول العالم وخاصة العربية التي عاشت عديد التحولات السياسية سميت بالربيع السياسي وعلينا الآن أن نتجه الى ربيع اقتصادي خاصة في مجال الصناعات التحويلية التي ستفتح مواطن عمل لعدد هام من مواطن الشغل وهذا ما دعا إليه أيضا عديد رجال الأعمال العرب. أما بكري يوسف عمر الأمين العام لاتحاد أصحاب العمل السوداني فقد أكد أن لديهم اتفاقية مشتركة بين تونس والسودان لم يقع العمل بها بعد وطالبت بوشماوي بضرورة تفعيل هذه الاتفاقية على أرض الواقع.
هوامش
استغرب جلّ الحاضرين بالهدية التي قدمت للسيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة من قبل أحد الاتحادات الصناعية العربية والتي تمثلت في مجموعة من «السكاكين». غياب الأمين العام للدول العربية أثار غضب بعض الحاضرين رغم العذر الذي تم تقديمه من قبل الدكتور ثامر العاني مدير ادارة الدراسات والعلاقات الاقتصادية الاستراتيجية الذي برّره ب«ظروف طارئة». رفض بعض رجال الأعمال التونسيين الادلاء بأي تصريحات لوسائل الاعلام معللين ذلك بانشغالهم بهذا المنتدى على عكس رجال الأعمال العرب. خطاب حمادي الجبالي رئيس الحكومة لقي استحسانا من قبل الحاضرين وخاصة حين ركز على إلغاء المحاباة والرشوة في المعاملات الاقتصادية مع المستثمرين.